الرواية تلقي الضوء على الجوانب الإنسانية لهذه الفئة المهمشة من المجتمع، وتدعو إلى اتخاذ خطوات عملية لتحسين ظروفهم الحياتية.
كتبت: أسماء عفيفى
صدرت حديثًا رواية “أنا إنسان” للكاتب والإعلامي المصري المقيم في الإمارات أحمد الشناوي، في ثاني تجاربه الروائية، تقع الرواية في 110 صفحات من القطع المتوسطة، وتتناول مجموعة من القضايا الاجتماعية والنفسية التي تؤثر على الأفراد في حياتهم اليومية، خاصة الضغوط التي يواجهها الموظف في بيئة العمل، إلى جانب استعراض الفرق بين المدير والقائد.
تسلط الرواية الضوء على الضغوط النفسية والمهنية التي يتعرض لها الموظفون نتيجة السياسات الإدارية غير الفعالة، والتي قد تؤدي إلى تفاقم مشاعر القلق والتوتر، ويوضح إلى أن ضعف التواصل بين الإدارة والموظفين، بالإضافة إلى الضغوط المفرطة لتحقيق الأهداف، قد يؤديان إلى تدهور الأداء والعلاقات المهنية.
ويقدم في “أنا إنسان” أمثلة واقعية توضح تأثير هذه الضغوط على الصحة النفسية والجسدية، مؤكدًا أن البيئة الإيجابية التي توفر الدعم والتقدير هي المفتاح لتجاوز هذه الأزمات.
يتحدث الكتاب أيضًا عن دور القائد في دعم فريقه وتوفير بيئة عمل صحية، ويؤكد الشناوي أن القائد الجيد لا يقتصر دوره على إصدار الأوامر فقط، بل يسهم في بناء الثقة وتشجيع الابتكار، وهو ما يجعل الفرق بين القائد والمدير واضحًا في محتوى الرواية.
يعكس الشناوي في روايته تجارب متعددة لقصص تعكس الفرق بين القيادة الفعالة التي تعزز من الثقة والولاء لدى الموظفين، والإدارة التي تعتمد على الأسلوب التقليدي في التحكم والمراقبة، مما يسبب ضغطًا نفسيًا إضافيًا على الموظفين.
كما يطرح الكتاب قضية أخرى بالغة الأهمية، وهي أطفال الشوارع، حيث يوضح الشناوي أن هؤلاء الأطفال ضحايا للظروف الاجتماعية والاقتصادية، ويهدف من خلال “أنا إنسان” إلى تسليط الضوء على معاناتهم وتقديمهم كأشخاص بحاجة إلى الدعم والرعاية، وليس كمذنبين.
الرواية تلقي الضوء على الجوانب الإنسانية لهذه الفئة المهمشة من المجتمع، وتدعو إلى اتخاذ خطوات عملية لتحسين ظروفهم الحياتية.
يتطرق الكتاب أيضًا إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأفراد والمجتمع، وكيفية مساهمتها في زيادة الضغوط النفسية والاجتماعية، مما يعزز الحاجة إلى وعي أكبر بالتحديات التي تفرضها هذه المنصات الحديثة على حياتنا.
“أنا إنسان” لا يقتصر فقط على عرض المشاكل، بل يقدم حلولًا ونصائح عملية حول كيفية التغلب على الضغوط اليومية والابتعاد عن السلوكيات السلبية.
الشناوي يأمل أن يكون هذا العمل بداية لتحفيز المجتمع على التحاور حول هذه القضايا، وطرح حلول عملية تساعد في تحسين جودة الحياة والعمل للفئات المختلفة.