بقلم – حسين الزناتى
ها هو عام 2020 ينقضى بما فيه من صعوبات وأحزان وآلام .. رأينا فيه الكثير، لكن ستبقى تجربة فيروس كورونا، وتداعياتها هى الأبرز والأصعب على الجميع دولة ومؤسسات وأفرادا .
فهى أزمة هددت اقتصاد دول.. انهارت فيها أحلام البعض، وتكسب من ورائها البعض، واكتشفنا فيها أنفسنا، وقدراتنا البشرية التى تأكدنا أنها أقل كثيرا مما تصورنا فكانت ضعيفة، مكسورة أمام فيروس قتل الملايين من البشر دون هوادة، فى عالم ظن أنه سيطر على كل شيء بالعلم والتقدم، ليخرج له فيروس أدنى من أن نراه ليطيح بهذا الغرور البشرى الطاغى لقوى تحولت فى لحظات إلى أدنى مما نتصور وأقل مما نتخيل.
لقد كانت تجربة كورونا هى الأصعب فى حياة هذا العام وحياتنا، لكنها كانت كاشفة بجلاء لنفوس وعقول من حولنا.. فتحت لنا الطريق لندرك أن الإنسانية هى الباقية، وأن الإيمان بالقضاء والقدر أساس الحياة، وأن الأقرب إليك لايكونون الأقرب إلا وقت الجائحة الحقيقية جائحة النفوس!.
وعلى قدر ماكانت صعوبة هذا العام، فمن الإنصاف أن نذكر جهود الدولة، فى مواجهة الجائحة، رغم الصعوبات الاقتصادية التى خلفتها ومحاولات احتوائها بأقصى قدراتها، وقبلها محاولاتها البارزة، فى الحفاظ على حياة المواطنين، خاصة الذين أصيبوا بالفيروس اللعين، واكتملت الصورة بمفاجأة وصول الدفعة الأولى من لقاح كورونا لتصبح مصر أول دولة فى أفريقيا تستقبله، ويعقبها شحنات متتالية وتوفير اللقاح بالمجان وفقًا لتوجيهات الرئيس السيسي.
هذه التحركات السريعة من الدولة والحكومة لا تعكس إلا اهتماما بارزا بصحة الإنسان المصرى هو جدير به وهو اهتمام كنا نفتقد الكثير منه، رغم أنه يستحق وسام القدرة على التحمل انتماءً ووطنية لهذا البلد!.