بقلم ناصرعبدالحفيظ
كان جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك”، يجلس في مكتبه مستمتعًا بفنجان قهوة صباحي، يتفحص رسائل هاتفه المحمول، عندما فجأة تلقى إشعارًا غريبًا: “تمت إضافتك إلى مجموعة الحوثيين الصغيرة على سيغنال”. للوهلة الأولى، ظنَّ أنه إعلان جديد عن مقهى يمني يقدم قهوة ممزوجة بروح المقاومة، لكنه ما إن فتح المحادثة حتى اكتشف أنه أصبح -بالخطأ- جزءًا من جلسة عصف ذهني عسكرية أمريكية حول قصف الحوثيين.
لم تمضِ ثوانٍ حتى وجد نفسه يتلقى رسائل مشفرة من نائب الرئيس الأمريكي “جان دي فانس”، ووزير الدفاع “بيت هيغسيث”، وشخص غامض يحمل الحرفين “إس إم”، والذي بدا أنه يكتب وكأنه يجلس فوق كرة بلورية يتنبأ بالمستقبل. وبينما كان جيفري يحاول فهم ما يجري، لمح في أحد الرسائل اسمًا مألوفًا: “مصر”.
“إس إم”: “علينا أن نوضح لمصر وأوروبا ما نتوقعه في مقابل هذه الضربات.”
في هذه اللحظة، اختلطت الأمور على جيفري، هل مصر أصبحت فجأة وسيطًا عسكريًا؟ أم أن الأمر له علاقة بقناة السويس؟ أم أنه سقط في نسخة واقعية من فيلم تجسس سياسي من الدرجة الثالثة؟
بينما كان جيفري يفكر في كيفية الخروج من هذا الفخ الرقمي، كان البيت الأبيض في وضع “هل حقًا أضفنا صحفيًا إلى محادثة سرية؟”. بدأت التسريبات تنتشر كالنار في الهشيم، وبدأت وسائل الإعلام تتناول الخبر وكأنه مشهد مسرب من فيلم جيمس بوند، لكن بممثلين أكثر ارتباكًا.
على الجانب تقف اعرق حضارة عرفها التاريخ صامدة شعبا خلف قيادة وهي تدرك الخطر المحدق بنا وتستعد لمواجهته وبعد تصريحات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عن خسائر قناة السويس يبدو التي أراد لها الاعداء أن تفشل و لم يكتفوا بجعل البحر الأحمر منطقة خطرة، بل نجحوا أيضًا في تحويل مسار التجارة العالمية إلى طريق رأس الرجاء الصالح، مما كلف مصر 7 مليارات دولار في عام 2024 فقط.
وفي اجتماع عاجل، وقف رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع وهو يحاول أن يشرح للمسؤولين كيف تحولت القناة إلى “طريق جانبي” بسبب الحرب الدائرة ، في حين أن المارينز الأمريكيين يناقشون القضية في “مجموعة الحوثيين الصغيرة” وكأنهم يخططون لحفلة مفاجئة وليس لضربات جوية.
وفي النهاية، خرج البيت الأبيض ليعلن: “نأسف لإضافة رئيس تحرير مجلة إلى اجتماع سري. كان ذلك خطأ غير مقصود، ونعد بعدم تكراره (إلا إذا ضغطنا الزر الخطأ مرة أخرى)”.
أما جيفري غولدبرغ، فقد اكتشف أن الصحافة الاستقصائية أحيانًا لا تحتاج سوى إلى هاتف محمول، وخطأ تقني من موظف حكومي متوتر.
وهكذا انتهت واحدة من أكثر الفضائح السياسية غرابةً، حيث اكتشف الجميع أن التكنولوجيا قد تسقطك في مأزق دبلوماسي، وأن قناة السويس ليست وحدها التي تعاني من التحويلات غير المتوقعة بل العالم كله إذا حاول الاعداء جر مصر الي حرب جديدة
فمصر في السنوات الأخيرة اثبتت انها تسبق الجميع بخطوات وبأنها تستعيد عنفوانها وحضارتها وقوتها