على العتابي يكتب :عراقنا الحبيب إلى متى؟ يظهرون خلاف ما يبطنون

 

منعت قلمي مراراً من أن أكتب هذا المقال،
والذي حتماً سيزعج اغلب الساسة المتكررين، والذين
جثوا على صدور وثروات العراقيين وطموحاتهم وامانيهم،ورغم أنني تعرضت الى مضايقات عديدة كي ابتعد عن ما اكتبه بوصفي كاتب واعلامي عراقي، احاول الاقتراب من واجبي المهني ازاء بلدي الجريح و( السليب) نعم بلدي (السليب )، حتى اسجل ماينبغي تسجيله امام ضميري وأمام الله، وتلك مسؤولية تحتمها علي كما على زملائي زملاء مهنة المتاعب والمصاعب، اذ نكون في هكدا حالات معرضين للقتل والخطف، نعم .. قتل وخطف .. يعلم زملائي في الصحافة ونقابة الصحفيين المركز العام ، حجم ماتعرضت اليه أنا وعائلتي من مخاطر لايسع للقلب ولا للمكان شرحها بالتفاصيل، تهديدات واعتداءات واطلاقات نار وملاحقات ومطاردات، كان لجسدي منها حصة” اطلاقة نارية” وقتذاك. 

حتى مسكن العائلة لم يأمن شرورهم ونواياهم الاجرامية المنفلتة، حينما هاجموا وامطروا المسكن بوابل من الرصاص، واذ خلفوا ورائهم قنبلة هجومية في العام ٢٠١٧، كما تكررت محاولة الاعتداء مرة اخرى على عائلتي عام ٢٠١٩، لكني والله لم اتوان ولم
اتوقف عن مايتحتم علي فعله،، نعم يعلمون
علم اليقين، بأنهم مرفوضون هؤلاء المتكررون، الذين لم يقدموا شيئًا، .. الله .. يا الله لقد اناخ على صدورنا طويلا هذا الظلم وهذا الجور، بلد عريق بحجم وعراقة تاريخ العراق وعمقه الحضاري
يتحول الى متجر ربحي فحسب ؟!! لا يالله، يتهافتون ويتناحرون عليه وكانما يتسابقون على غنيمة اوفريسة سمينة، ليتقاسمون خيراتها على وفق قانون من الاقوى،

من يمتلك الاغلبية في قبة البرلمان (فهو رابح )
من يمتلك قوى عسكرية مسلحة تابعة لحزبه(فهو رابح)
من يمتلك حلفاء كخفافيش الظلام امثال داعش والقاعدة واعداء الانسانية والسلام ( فهو رابح)

من يمتلك اكبر كمية من اموال العراقيين المسروقة منذ نظام البعث ولهذا اليوم( فهو رابح رابح رابح)
حتما هؤلاء هم من يربحون في تلك الانتخابات، ولا مجال للمدنيين الوطنيين والتكنوقراط، بل ولا اية فرصة او اية بارقة امل تلوح بالافق القريب او البعيد. كيف يمكن لنا ان نكون ونحن مقيدون
بأولئك الشخوص والاسماء والكتل،

ثمانية عشر عاما منذ تغيير النظام لم نشهد اي ملمح تطور في البلاد على الرغم من الثروات والميزانيات المهولة،
لا على الصعيد الصحي ولا الخدمي ولا العسكري ولا التربوي ولا العلمي ولا العمراني ولا .. ولا ..
واينما التفت كل شيء في انحدار وتدهور ..
الا يجدر بنا اليوم بان نسأل ماهي مسببات هذا الفشل؟
مسببات الفشل حسب مااعتقد
( المجرب لا يجرب) فعلا .. اذ ان تدوير وجوه الفساد الكالحة والتي كشف الستار عن قبحها، ظل هو المسبب الرئيس لما ال إليه حال العراق الآن ..

دعوني استشهد بدرس معاصر لربما نجد فيه نوعاً من التشابه مع وضعنا، حين القت الحرب العالمية الثانية اوزارها ، وانتصر الحلفاء على الألمان ،، في الثامن من سبتمبر
عام 1945 ،،وقتها دخلوا آلى ألمانيًا وتحديدا بوابة برلين ، ولم يكن حينها اي شيء
على وضعه بلٍ محطم مهدم وفي حالة انهيار تام في معظم المانيا، مدنها، شوارعها، ازقتها، قراها، مدارسها، مصانعها، مزارعها، كل شي .. كل شيء .. حتى أن مصورا اميركيا نقل صورا للخراب فيها حتى لاترى عمود كهرباء واحد قائم في شوارعها، وذلك بالطبع نتيجة قصف الطيران والدبابات والمدفعية والصواريخ.
ولكن بعد أن ختمت عصبة الامم المتحدة اتفاقية جنيف 1951،
باشر الألمان باعادة بناء بلدهم، بدعم مالي حينذاك من الولايات الاميركية المتحدة ،. لكن بوجود الحس الوطني والشعور بالمسؤولية والحب الجارف للوطن، ومن خلال ستراتيجية التخطيط والاعداد المتقن وفق معايير عالمية مستقبلية
ومثابرة واصرار، كل الالمان تكاتفوا لأعاد وطنهم وكانت نسائهم في مقدمتهم .. لتصبح، ليس عملية إعادة بناء روتينية عادية، بل ثورة علمية صناعية عمرانية
اقتصادية بدأت مشوارها في العام 1951 وحطت رحالها في العام 1965 لتغدو
المانيا في طليعة الدول العظمى، بل وتتفوق على العديد منها في ميادين كثيرة، منها الطب، التعليم، الصناعة سيما صناعة السيارت والتي ليومنا هذا تعتبر من اجود وافضل الصناعات العالمية ..
إنها خمسة عشر عاما فقط ياسادة !!!
لم يعيد الالمان بلدهم على السكة الصحيحة فقط، بل وضعوه في الصف الأول من صفوف الريادة،

ونحن، وياللخزي والعار !! مضى على النظام الجديد أكثر من ثمانية عشر عاما
والحال يوما فيوما، يسوء، والمال يهدر ويتلاشى، والفقر يزداد،
فلم نشهد انجازا واحدا يجعل منا متفائلين..
فقط انجاز واحد مخجل .. الا وهو الجواز العراقي الذي بات في ذيل القائمة العالمية لأسوء الجوازات، فقد احتل المرتبة الثانية كأسوء جواز بالعالم …… وهاهم يتمازحون ويتبادلون القبلات المزيفة الكاذبة في المؤتمرات وأمام الكاميرات، رغم أنهم يضمرون الحقد الاسود والضغائن لبعضهم البعض …
يحضرني بيت شعر يتلائم مع الحالة للراحل الكبير عريان السيد خلف
(( محاببهم چذب ومزاحم بارد ))

في الختام نأمل بأن تكون هناك صحوة حقيقية للشعب ولنواب الشعب…
فقد عذبتنا الأيام كثيرا وخيم على عراقنا الهم والحزن طويلا، لنردد مع الروائي البناني آمين معلوف:

(أيها الحزن..

ألم تؤلمك ركبتيك من الجثو فوق صدورنا ؟؟

على العتابي الإعلامي والكاتب الصحفي العراقي

شاهد أيضاً

blank

“مذكرتا اعتقال بحق نتنياهو وغالانت .. بين الرمزية والاختبار الجاد للإرادة الدولية”

  سمير السعد في خطوة تعد سابقة في سياق الصراع الفلسطيني العربي الإسلامي _ الصهيوني …