في الآونة الأخيرة وما قبلها شاهدنا الكثير من أعمال درامية تحض علي الكراهية وهدم الأسر المصرية ونقل صورة مشوهه للمشاهد بعيدة كل البُعد عن الواقع ، وفي الأخير نُشاهد عمل درامي أثار الجدل بين الجميع وهو مسلسل ” فاتن أمل حربي ” لأنه يحتوي على العديد من المغالطات القانونية وكان من الأفضل أن يستعين الكاتب برجل قانون وصاحب فكر يُمارس المهنة ويعيش واقع محاكم الأسرة وغيرها يومًا بيوم لمراجعة النص بدلًا من تصديره في صورة منافية إلى حد كبير .
ومن أبرز وأهم المغالطات التي تضمنتها الحلقات التي عرضت حتى الأن إسقاط حضانة الأبناء عن الأم لعدم توافر مسكن أمن بحسب ما شاهدناه ، إذ لا يوجد مسوغ قانوني لذلك لأن توفير المسكن إلزام قانوني يجبر عليه الأب بتوفيره للأولاد وإن لم يوفر للحاضنة ذلك يمكنها أيضًا ذاك القانون من شقة الزوجية التي كانت تعيش فيها مع زوجها وعند إعتراضه لهذا يؤدى إلى حبسه مع توفير مسكن لحضانة الاطفال .
أما عن النزاع حول الولاية التعليمية والصراع الذي دار في المسلسل بسبب قيام الأب الجاحد الذي ليس له قلب ولا مشاعر ولا إنسانية كما ينقل العمل هذا وهو تشويه صورة الأب أمام الأولاد والعامة ، والأم هي الملاك البريء التي تظلل علي أبنائها وهي كل ماتفعله هو الإنتقام فقط ودخول الأطفال أفخم المدارس التعليمية الخاصة لتنزف دماء الأب وتعمل علي تأخيره في الحياة فهي تشبه الأفعي عندما يخرج السُم من فمها ، وهنا القانون يلزم الأب بمصاريف التعليم الحكومي فقط وهذا ينافي ويزعج المطلقات .
ومن المغالطات أيضًا عكس رسالة المسلسل حول عدم إنصاف المرأة ، فإن للمطلقة الحاضنة بموجب القانون حقوق كاملة منها قائمة المنقولات الزوجية تحصل عليها بصيغة القانون وبعد عركلة الرجل ودخوله أعتاب المحاكم وليست بالطريقة الودية ، ومؤخر الصداق ، ونفقة العدة ، ونفقة المتعة ، إذا قام الزوج بتطليقها بإرادته المنفردة ، وحضانة الأولاد ، ومسكن الحضانة أو بدلاً عنه ، وأجر الحاضنة ، ونفقة الأولاد شاملة جميع أوجه النفقة ، من مأكل ومشرب وملبس ، والرسوم الدراسية للمحضون ، والرجل له دعوة واحدة فقط وهي الرؤية وهذا يشكل عبأ كبير عليه وتعب نفسي للأطفال ، ولو كان القانون ألزم الحاضن بجميع النفاقات ما رأينا إمرأة تخطوا أعتاب أقسام الشرطة والمحاكم ولا كُنا شاهدنا هذه الإستماته القوية في حب وحضانة فالأمر كله لديهن هي المكتسبات والفائدة المادية فقط .
أما عن معاناة المرأة التي لا يستوعبها الكاتب تتمثل في ألية التطبيق والتنفيذ وليس القانون على الإطلاق ، إذ يتعمد البعض إلى إطالة أمد التقاضي ، بإقامة دعاوى منفردة للمطالبة بكل حق من الحقوق السابقة على حد ، فتجد الأم نفسها في دوامة لا تنتهي كما شاهدنا بأن الطرف الأخر منعدم الضمير والأخلاق ، من عينة الزوج وهذا هو المطلوب إثباته بأنه يماطل ويتلاعب في تقييم مصادر دخله ، ويتهرب من سداد إلتزاماته ، والحاضنة تسعي بكل جهدها بأنه يملك مغارة علي بابا ، ولكن نلاحظ العقم وطول الوقت مافعلته هي طليقته من إقامة دعاوى منفردة لكي تحصل علي العديد والكثير من المكتسبات ، لا مانع من إقامة دعوى واحدة تجمع كل المطالبات المشار إليها ما يوفر كثيرًا من الوقت والجُهد والمصاريف ، إذ أنه بصدور القانون رقم 10 لسنة 2004 بشأن إنشاء محاكم الأسرة أصبحت قضايا الأسرة تنظر أمام دوائر كلية مشكلة من ثلاثة قضاة أحدهم على الأقل بدرجة رئيس بالمحكمة الإبتدائية وتختص دون غيرها بنظر جميع دعاوى الأحوال الشخصية أيا كان نوعها أو قيمتها ، ولكن الأمر هو كما ذكرت .
والهدف من هذا العمل هو تغيير القانون الذي يجرد الأب من جميع مستحاقه في تربية أولاده ، وإنصاف المرأة بشكل بزخ ، ويجب أن ندرك جميعًا أن المشكلة الرئيسية ليست في القانون أيا ان كان مواده ، لكن في الأخلاق ، والثغرة ليس في التطبيق بل في الإنسانية ، وقبل أن ننحاز إلى طرف هو يملك جميع أدوات الحرب ضد بالقانون على حساب أخر ونوجه سهام النقد عن عدم عِلم ورؤية واقعية يجب أن نقدم رسالة نبيلة تتضمن توعية رشيدة ، تستند على أساس واضح مفاده ، أن الله عز وجل شرع الطلاق كـ حل إذا لم تستقم الحياة الزوجية ، وليس كإعلان حرب طرف علي الأخر .
كلنا شاهدنا سفينة تيتانيك كان علي متنها ما يقارب 2230 شخصًا تم إنقاذ 706 فقط ، هذا يعني أن 1524 لقوا مصرعهم ، في أحداث الفيلم توفي تقريبًا أغلب الناس بسبب الغرق ، بينما مات البطل بعد ساعات ، بسبب برودة الماء وليس الغرق ، أغلب من شاهد هذا الفيلم لم يشعر بأي نوع من التعاطف تجاه المئات الذين ظهروا في الفيلم وهم يغرقون ، بالرغم من أن أغلبهم نساء وأطفال ، وكانت أمنية كل شخص يشاهد هذا العمل هو أن يعيش البطل والبطلة وأن ينجوا من الغرق ويعيشان في تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات ، لكن لا أحد سأل نفسه لماذا شعرت بالتعاطف مع البطل ، وهو لصٌّ ومدمن خمر ولاعب قمار ! ولم أتعاطف مع المئات من النساء والأطفال وكبار السنِّ ، الذين ظهروا وهم يغرقون ويصرخون ! والجواب هو : إستطاع المخرج أن يسلط الضوء على البطل والبطلة فقط ، وكأنهما الوحيدان على متن السفينة ، وجعلك تحبهما وتتعاطف معهما بالرغم من كل عيوبهما ، وتتناسى في نفس الوقت الأطفال والنساء الذين غرقوا من حوله وكأن لا وجود لهم ، علي غرار فيلم نهر الحب للراحلان عمر الشريف وفاتن حمامة .
هكذا يتلاعب بنا الإعلام الغربي منذ عقود ، كل يوم يسلط الضوء على مايريد وفق رؤيته السياسية أو الجهوية أو المنفعة المادية ، وليس من زاوية الحق ، وكل الأطراف المتصارعة والمتنازعة في عالمنا اليوم في مشارق الأرض ومغاربها ترينا المشهد من زاويتها هي فقط لكن الحقيقة شيء أخر بعيد كل البعد عن واقعنا وثوابت ديننا وعقيدتنا وأصولنا التي نشأنا وتربينا عليها .
فالإعلام الهوليودي بكل وسائله يمارس هذا العبث القذر على مدار الساعة ، وهو ما يعرف بالحرب النفسية حيث يقومون بتضخيم القدرات الغربية و وتصغير قدراتنا أمام قوتهم الزائفة التي صدروها لنا من خلال افلام الاكشن والخيال العلمي واللفلفة وحرية المرأة وسلخها من جلدها ورفع حجاب الستر عنها ، وكل ما ارادوا زراعته في عقولنا وافئدتنا هو أننا لا نستطيع مواجهتهم او مجرد مقارنة انفسنا بهم ، مع ان حضارتهم الحديثة العهد ما بُنيت الا علي اكتاف علمائنا في جميع المجالات ، اليوم يصدر لنا مسلسل فاتن أمل حربي ، بأن شيخ الأزهر يجهل الفتوى ويخرج مع المطلقة في أماكن عامة ويحدثها طويلًا عبر مواقع التواصل بل وصل به الأمر ذكر إسمها في خطبة الجمعة ، كما أدى إلى فصله .
العلمانية بمفاهيمها المتناقضة والخاطئة ماذا فعلت في الغرب فهي أدت إلى شقاء وتعاسة الإنسان الغربي وخاصة في عقائده وحياته الشخصية والإجتماعية ، وخاصة واقع المرأة الغربية لنقتنع بأن هناك فارق كبير بين الشعارات والأهداف التي تقول العلمانية أنها تسعى لتحقيقها للمرأة وبين واقع المرأة الغربية حيث الشقاء والتعاسة والقلق والخوف والوحدة والتعب ، وذلك لأن المبادئ العلمانية خاطئة بكل المقاييس ، ولا جدوى بها ولا هدف فهي مبادئ صنعها الجهل ، ولم يصنعها العلم ، ومايريدونه هو إصداره لنا ، فهناك العالم منفتح وكل شئ مباح من شرب الخمر والزنا والأبناء غير الشرعيين وأقلية من يتزوج منهم وذلك أدى بهم إلى العنوسة بحد كبير ، بسبب المعاناة النفسية وهي المنبع الأكبر لشقاء البشر وأنه ليس بالماديات وحدها يسعد الإنسان أو يشقى فأسرة فقيرة مترابطة سعيدة أرقى بكثير من أسرة ثرية مفككة تعسة ، وهذا مانشاهده الأن ويطبق علينا بحزافيره .
يعمل الإنسان رجلاً كان أو امرأة بهدف الحصول على أجر ليعيش منه ، وتعمل المرأة في كثير من المجتمعات سواء في مجال الزراعة أو التعليم أو الطب أو غير ذلك ، وهذا شيء معروف ولم تخترعه العلمانية ، ولكن العلمانية الغربية أقنعت المرأة الغربية أنه يجب عليها أن تعمل ، وأن تعتبر دورها في الأسرة دورًا مهمشًا غير مهم ، فالأولوية لعملها فقط والبقية تأتي ، ولذلك نجد المرأة الغربية المتزوجة والعازبة تخرج في الصباح الباكر لتواجه برودة الطقس وإزدحام المواصلات ، لتعمل في وظيفة لمدة ثمان ساعات مرهقة ، وتواجه العمل بمزاياه وعيوبه لتعود في أخر اليوم متعبة ، وزوجها متعبًا أيضًا أثر عمله وأطفالهما بحاجة إلى رعاية وإهتمام وجهد وطعام ، وهي بالتأكيد ليست قادرة نفسيًا ولا جسديًا على إنجاز بعض هذه الأعمال مما يعني أن مسؤولياتها تضاعفت فهي تقاتل على جبهتين أحدهما خارج المنزل والثانية داخل المنزل مما يجعلها متوترة ، ومن هنا تكون مقصرة في منزلها ، أما واجباتها في العمل فإنها تؤديها بكفاءة لأن الفصل هو العقاب لو قصرت وهذا يعني لها فشل في المساواة وتحقيق ذاتها والشعارات إياها النسوية ، ونجاحهن الزائف .
أصبحنا نسخر من كلمات كثيرة عندما نسمعها مثل الحُب والإخلاص والوفاء والتضحية والإستقرار والإستمرار والشوق والإحترام والي أخره من هذا القبيِل ، فبدأ كل هذا يتضاعف وينقرض في الحياة الغربية ، لأن هذه القيم الرفيعة لا تستطيع أن تعيش في بيئة مشبعة بالفساد الأخلاقي ، ألم تقل العلمانية للمرأة والرجل إفعلوا ما شئتم فأنتم أحرار ، مما جعلهم يعتبرون ممارسة الجنس جزءً من الحرية الشخصية ، ومن المعروف أن الرجل يزهد في المرأة عاطفيًا إذا كانت على علاقة جنسية مع رجل آخر ، والمرأة الغربية ذات علاقات جنسية كثيرة ومتنوعة ، وهذه الفوضى الجنسية جعلتها رخيصة وسلعة متداولة بين الجميع ، وهذا الفكر الشيطاني رأيناه بأعيننا ، كم من جرائم أرتكبت ومازالت تحت مسمي العشيق وفقدان الإهتمام من الزوج ، بوهم جملتين من أجنبي عنها حتي تمارس معه الرذيلة والأدهي تكون ألة يستخدمها العشيق وهو المتحكم الوحيد في إرادتها .
بدأنا نمضي علي خطي الغرب وقد لا يعلم الكثيرون أن نسبة النساء العانسات مرتفعة جدًا في الغرب مقارنة بدول العالم ، فالعزوبية هي السائدة ، سواء كانت المرأة عانسًا أو مطلقة ، ومن المعروف أن الإنسان بفطرته يريد أن يعيش ضمن أسرة سوية ، لما جعلت العلمانية بفسادها الأخلاقي وبأفكارها زرع الغريزة الجنسية فقط داخل المرأة فلا تعرف طريقًا إلى إشباعها إلا بوسيلة عرضها للأخرين وقد يرفضها أحدهم فتشعر بالإهانة لسوء جمالها ، وقد تقيم علاقة مع رجل لا تعرفه ولا يعرفها ، قد تكون معرفة خمارة أو في مكان أخر المهم الحصول عليه لإشباع رغبتها الجنسية ، ويحدث الكثير والعديد من ذلك السفه ، والهدف الرئيسي هو تفكك الأسر المتماسكة وشن حرب بين الأباء والأمهات وتشرد الأبناء ونقل هذه الصورة السيئة للعامة ، وهدم ثوابت الدين ، عزيزى القارئ نحن حاليًا مِثل سفينة تيتانك ، الغرب والتنوريين يدرسون السُم و يستعدون للهروُب بقوارب النجاة ، وبقية العامة فى القاع يُلاحقهم الموت ، ومازال هناك فرقة درامية تُطبل وتُزمر لأخر لحظات الكارثة ، وللمقال بقية .