لم يكن يدُر في ذهن غدير وربى العطيشان، أن تسترجعا ذكريات طفولتهما وارتباطهما بخبز التميس، إلى مشروع استثماري يدرّ عليهما الأرباح، وذلك من خلال تأسيس مطعم تميسة للوجبات الشعبية بالرياض، يأخذ ضيوفه في رحلة تجمع بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر، لتكون المحصّلة النهائية تجربة سياحية فريدة من نوعها.
شغف غدير وربى بالمطبخ السعودي المتميز وطريقتهما الخاصة في التذوق، إضافة إلى رغبتهما في إظهار أصالة الشعب السعودي المضياف، جعلهما تفكران في كيفية استثمار تلك القدرات وتحويلها إلى مشروع واقعي، الأمر الذي قادهما قبل عامين إلى إنشاء مطعم تميسة لتقديم الوجبات الشعبية بطابع مختلف.
بيد أنّ إطلاق وزارة السياحة مؤخرا حملة (مستقبلك سياحة)،كان بمثابة دفعة معنوية لهما كمستثمرتين، إضافة إلى تحفيز للشباب والشابات السعوديات لاقتحام العمل في قطاع المطاعم والسياحة لما فيها من تعزيز ثقتهم بمورثهم الاجتماعي.
تقول غدير:” كسرت حملة “مستقبلك سياحة” حاجز التخوف لدى السعوديين للعمل في القطاع السياحي، وأعطتهم ثقة بأنفسهم وشجاعة للتقديم على 100 ألف وظيفة خلال العام الجاري، وإبراز أصالة الشعب السعودي الكريم من خلال الترحيب بالضيوف”.
مرّت قصة غدير وربى بثلاث مراحل قبل أن تنضج، للتحول إلى مطعم يمزج بين حقبتين مختلفين، تقول غدير:” كان والدنا يشجعنا على الطبخ والتذوق من خلال إقامة مسابقة بيننا، فكانت المرحلة الأولى عمل بعض الوجبات داخل منزلنا بالرياض، وبعد ذلك تقديمها للأهل والصديقات في المناسبات الخاصة، ومضينا على ذلك حوالي عامين، لتأتي المرحلة الثالثة من خلال مشروع عربات الفود ترك، وبعد تميزنا، ونضج الفكرة، أنشأنا المطعم”.
“آمر طال عمرك، إش تحتاج يالغالي، تفضلوا بالعافية” هذه العبارات العفوية وغيرها ليست مقتصرة على ضيوف منازلنا فحسب” هكذا تقول ربى العطيشان: وتضيف: “نتعامل مع عملائنا على أنهم ضيوف لدينا، لأن هذه طبيعة الشعب السعودي، كما نوفر لهم كل احتياجاتهم ونحرص على رضاهم عن كل الخدمات المقدمة لهم”.