كشف حساب المواطن ولعنة الثورة وأشياء أخرى

مقال بقلم : د.محمد عبد العزيز

شموس أوطاني تغيب فوق المغيب شموس الثورة أضحت تشرق كل يوم رغم أن الظلام يزداد كل يوم
هل هي ثورة عن وعي ومعرفة وتطور فكري
أم هو الجهل والإستسلام للعدو في ثوب جديد
عقلية الجماهير أضحت مضائة نعم مضائة لكن بزيت معتم ملوث عقلية الجماهير واعية جدا لكنها تقع تماما هناك في قاع اللاوعي على صفحات التواصل الإجتماعي الموجهة بأيدي العملاء …
أبكي وأضحك وشر البلية ما يضحك أهي الثورة حقا أم مجرد هلاوس ثورية إختلقها العدو وصار البعض يمشي كالنعاج يمشي وراء من بدأ المسير ولا يعلم إلى أين المسير ومتى ينتهي المسير أظنه ينتهى هناك حيث اللا دولة اللا وطن اللا أمان فقط دعونا نسير إلا غياهب الظلام لنردد شعار الثورة ونظل أوفياء للثورة ونظل ما حيينا نصنع الثورة فنحن أبطالها ولا يجب أن نتخلى عن تلك الصنعة ما حيينا ، كفانا عبثا .. إن الثورة وعي .. الثورة ليست مهنة أو أسلوب حياة .. كفانا عبثا أيها الثوار المضللون .. لقد هرمنا من ثورتكم .. لقد هرمنا من ثورتكم ، فلا تضللونا ولا تظلمونا ولا من أوطاننا وتخرجونا يكفيني أرضي وسمائي بلا إحتلال ولو لم أجد خبز يومي يكفيني أسم الوطن على أن أكسر كل قيود الوطن وأحيا حرا من الوطن ذليلا في مخيمات اللاجئين ، أيا عبث العابثين أيا جهل الجاهلين أيا غباء الأغبياء لماذا لم نعد في زمن ينزل فيه الناس من مراتب العزة بالأثم إلى مراتب الحق بالحق والاعتراف بالحق ، يا أدعياء الدين إن ديننا الحنيف لا يفرض شكلا للحكم والحكم لا يؤخذ إلا بالعدل وأول هجرتين للمسلمين كانتا إلى ملك مسيحي لا يُظلم عنده أحد والخلافة الراشدة فقط ثلاثون عاما من موت الرسول كما أخبرنا بنفسه الرسول الحبيب ، أفيقوا ديننا يُهان ويتاجر به كل جبان ، أفيقوا الإسلام ليس له نموذج أوحد للحكم والبيعة إنتهت مع الخلافة الراشدة ، البيعة بيعة الأغلبية وكان نبينا ينزل على رأي الأغلبية وإن خالف رأيه عليه الصلاة والسلام ، من قال إن الأخذ بالاغلبية في الأمور الدنيوية بدعة فهو المبتدع ، من قال إن من حق أي جماعة تتكلم في الدين أو في السياسة من منظور ديني أو دنيوي من قال أنها على صواب مطلق وأنها وحدها تحتكر الحقيقة وأن أهلها هم أهل الدين أو أهل الخير فقط فهو المبتدع ، قد يطبق بلد ما الشريعة وهناك أمورا كثيرة مخالفة للشريعة تتم في الخفاء وقد يطبق بلد ما الرأسمالية وينجح وقد يطبق بلد آخر الاشتراكية وينجح أن العبرة في جدية التطبيق والإلتزام وليس في ما يطبق وعندنا في مصر كل القوانين مستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية بنص دستوري فنحن لسنا دار كفر بل دار إسلام رغم أنف أهل المزايدات ، أفيقوا فشمس المعرفة والنور والحق تغيب عنكم بأفعال الجهالة وما أعظم أن يرتكب الإنسان أفعال الجهالة وهو يظن أنه يحسن صنعا …
ويل للعرب من شر قد أقترب إن لم يكن ما يدور حولنا من فتن ومؤمرات هي تلك الشر فما قادم أعظم شرا وأتمنى ألا أعيش وأراه لأوطاني وأبنائي وأخوتي …
أتمنى ألا أعيش وأرى هذا الشر …
فقط أذكركم وأذكر نفسي بأن من كان لديه كوب ماء سليم ونصفه فقط مملؤ بالماء وقرر أن يكسر الكوب ذاته عقابا للكوب على نقصانه بدلا من أن يحاول ملأ النصف الفارغ من الكوب من يفعل ذلك فإنه محروم دنيا وآخرة من كل نقطة ماء ومن كل خير …
عزيزي المواطن المصري هل تجرؤ على كشف حسابك كمواطن قبل كشف حساب إنجازات الحكومة والرئيس والذي ينكرها البعض جملة واحدة ، عزيزي المواطن هل تعلم أن أسعار السكن الايجار أقل في مصر بنسبة 66% مما هي عليه في الغرب وان أسعار المأكولات أقل في مصر بنسبة 80% مما هي عليه في الغرب حتى بعد ارتفاع أسعار كل شئ في مصر ، نعم متوسط الدخل في مصر أقل من الغرب لكن موارد الدول هناك أكبر ورجال الأعمال هناك يعطوا الدولة حقها وضرائبها بحق وليس هناك دولة مثلنا يقدر فيها متوسط التهرب الضريبي سنويا بأكثر من 400 مليون دولار ، هل تعلم أن رجال الأعمال هناك يقوموا بانشاء المصانع ونقل التكنولوجيا وتدريب وتنمية قدرات العمال لديهم في المقابل لدينا غالبية رجال الأعمال تفضل الاقتصاد القائم على الاستيراد والتصدير والخدمات بدلا من التصنيع وايضا لدينا مواطنين يبحثوا عن وظيفة حكومية أو قطاع خاص بـ 2000 أو 3000 جنيه شهريا كأمان وهمي بدلا من السعي لعمل مشروع خاص والسعي لتعلم مهنة حرفية ، لقد أصبح معظم سائقي التوك توك من المراهقين والأطفال حيث أصبح يهرب هؤلاء الفتيان من تعلم الحرف وأصبح من لديه حرفة جيدة يذهب غالبا للخليج العربي ، هل تعلم أنهم في الغرب لا يتهموا أي رجل جيش أو شرطة بالجهل وأن هناك العديد من الرؤساء نجحوا في الغرب وهم أصحاب خلفية عسكرية مع العلم أن ضباطنا يدرسوا مقررات في السياسة والاقتصاد فضلا عن قدرتهم على إدارة الأزمات التي يتدربوا عليها في الكليات العسكرية في مصر بصورة أكبر من الكليات المماثلة في الغرب فلماذا يريد أن يمنعهم البعض حقهم وفرصتهم في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ويقلل من قدرتهم على إدارة البلاد وهم قولا واحدا البديل الأفضل للحكم في بلد سيظل في رباط إلى يوم القيامه ويستهدفه الكثير من الأعداء في الداخل والخارج باسماء أيدولوجيات مختلفة فضلا عن دغدغة مشاعر البسطاء باسم الدين ولازال غالبية المدنيون في مصر ينقصهم الكثير لقبول الديموقراطية وفهمها والعمل بها دون مزايدات ، كل هذا أضف عليه عزيزي المواطن لعنة الثورة نعم لعنة الثورة …
أن لعنة الثورة تصيب من لا يعلم أن الثورة لها وقت والعمل له كل الوقت الثورة للتعبير عن الرغبة في التغيير والتغيير ذاته لا يأتي بدون عمل ولعنة الثورة التي تصيب الثائر عن جهل هي تلك التصرفات الحمقاء التي تدفعه بعد ثورته ليرفض أي حاكم وأي مسئول بل ويرفض الاعتراف بالتغيير الإيجابي لأنه ببساطة سيظل ثائرا يتذكر ثورته المجيدة التي لن يستطيع أن يقوم بمثلها أي مواطن غيره ولن يحقق طموحاتها أي مسئول ، ولا يعلم هذا الثائر الأحمق أنه يخدم تجار الثورة وتجار الدين والعملاء والخونة ورجال أعمال السوء الذين يريدوا الاستئثار بالمشروعات كما كان يحدث في نظام ما قبل 25 يناير لذلك أصبح الفاسدين السابقين يرموا مؤسسات الدولة الوطنية والسيد الرئيس بالفساد لأنهم حرموا من المكاسب الكبيرة والسهلة والسريعة كما كان يحدث في الماضي القريب قبل ٢٥ يناير ، إن جُل ما يمر بالوطن العربي منذ بداية أولى ثورات الخريف العربي وتلك التسمية الصحيحة لما حدث ويأسرنا حتى الآن في أثاره المدمرة إن ما حدث كان بهدف زعزعة الإستقرار في المنطقة تمهيدا لمجئ بديل للحكام الذين وصفناهم بالفساد والديكتاتورية وهم كانوا أكبر عائق أمام حل القضية الفلسطينية عن طريق تبادل الأراضي وإبرام بضعة صفقات اقتصادية بمليارات الدولارات وما يحدث الآن من إستهداف للقوات المسلحة وإستهداف لسيناء وإستهداف لشخص الرئيس وخلق المشاكل في كل دول الجوار العربي والافريقي إنما هي بهدف الضغط من أجل الإستسلام لخطة الصهاينة ، كل ما يتم من تشويه للمؤسسة العسكرية ولشخص الرئيس والحديث عن جهل في موضوع تيران وصنافير والحديث عن جهل في ملف سد النهضة والحديث عن جهل في ملف الإصلاح الاقتصادي وكل هذا بهدف جذب تأييد البسطاء الذين يعانوا من إرتفاع الأسعار أو ينساقوا وراء إقامة الخلافة الإسلامية وتمجيد دول أخرى مثل قطر وتركيا والنظر نظرة دونية لبلادهم ، قولا واحدا أن الإصلاح الاقتصادي اول من بدأ به كان الرئيس الشهيد محمد أنور السادات وتم التغرير بالشعب لرفض ذلك الإصلاح ولم يكن لدى نظام الرئيس الأسبق مبارك إلا إرضاء الشعب بسلع تموينية ليست ذات جودة وبأسعار أقل من القيمة الحقيقية لأن الدعم كان يصل للجميع من يستحق ومن لايستحق وفي المقابل تم التوجه لأكثر صور الرأسمالية شراسة حتى في السنوات الأخيرة من حكم مبارك كان العديد من الوزراء هم من رجال الأعمال أنفسهم وتمت الخصخصة وأصبح القطاع الأكبر الذي يعمل فيه القطاع الخاص في ذلك الوقت هو العقارات فلماذا يلوم البعض على استثمارات الحكومة الان في العقارات بعد ثورتين واتجاه رجال الأعمال إلى غلق المصانع والعمل بالاستيراد والتصدير فلماذا تلوموا على الدولة الاستثمار في المدن الجديدة بهدف التوسع العمراني وخلق فرص عمل في مناطق جغرافية جديدة على أرض الوطن علما بتراجع قطاع السياحة واستهدافه المستمر منذ ثورة ٢٥ يناير وحتى الآن ومع العلم أن القطاع العام تراجع قبل ثورة ٢٥ يناير والقطاع الخاص كان قطاع مقاولات وسمسرة والقليل جدا من المصانع وكلها تراجعت بعد ٢٥ يناير ، لماذا ينكر الإخوان والمغيبين من ثوار يناير كل إصلاحات التعليم والصحة الحالية ، أن ما تم في ٦ سنوات ليس هينا وهو نواة جيدة لما بعد لكي نبني عليها بدلا من الإنتقاص والتهكم كما يفعل الجهلاء ، لماذا تم إيقاف العمل بالضريبة التصاعدية بعد ٩ شهور فقط من تطبيقها مع العلم أن من طالب بتطبيقها كان السيد الرئيس ذاته ، لماذا أصبح الفقراء أكثر من يسخر من فكرة التبرع لصندوق تحيا مصر رغم أن الرئيس يطلب من الأغنياء وليس الفقراء أن يدفعوا قليلا مما حققوه من مكاسب قبل ٢٥ يناير ، الاغنياء ورجال الأعمال لا يريدوا أن يعطوا للفقراء والدولة حقوقهم وللأسف الفقراء يساعدوا الأغنياء على الدولة دون أن يدري الفقراء ، أن الظرف الزمني الحالي يمنع التأميم وإذا حدث هذا في بلد مثل بلدنا لأنهارت الدولة وكل شئ في الاقتصاد والسياسة وسوف يتم وصف النظام بالرجعية والدكتاتورية ، أن من قاموا بسرقة حوالي مليوني فدان ارض زراعية وحوالي مليون متر أرض بناء ما قبل 25 يناير وطلب منهم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تسوية أوضاعهم لم يوفق أوضاعه منهم إلا ١٠% فقط حتى الآن ، أن أكثر من يعادي السيد الرئيس والمؤسسة العسكرية لأعمالها الاقتصادية لظرف وطني استثنائي هم أصحاب المصالح ورجال الأعمال والإخوان ، وعند الحديث عن الخلافة الإسلامية ودغدغة مشاعر بسطاء المسلمين بذلك الحلم فإني أود أن أقول أن الخلافة الراشدة أنتهت بعد ثلاثون عاما من وفاة الرسول ولن تعود لآخر الزمان في وقت ظهور المهدي المنتظر وفقا لكلام خير الأنام ومن يعادي وطنه ويراه حفنة من تراب عفن ويقاتل المسلمين ولا يقاتل الصهاينة فهو ليس مسلما قولا واحدا وإن إدعى الاسلام ليل نهار ، وأريد أن أذكر بأني لم أعد أخاف على هذا الوطن ، فقط أريد أن نتخلص ممن يحملوا أسماء المسلمين وجنسية المصريين ويعيشون بيننا ويمكرون بنا وبمقدراتنا ويروجوا الإشاعات ليل نهار ويبثوا روح الهزيمة والتخاذل وزرع الاحساس بالنقص عن الدول الأخرى وكل هذا من باب الحرب النفسية ، حفظ الله مصر من شرور أهلها وشرور أعدائها ، تحيا مصر ، تحيا مصر ، تحيا مصر ..

شاهد أيضاً

“مذكرتا اعتقال بحق نتنياهو وغالانت .. بين الرمزية والاختبار الجاد للإرادة الدولية”

  سمير السعد في خطوة تعد سابقة في سياق الصراع الفلسطيني العربي الإسلامي _ الصهيوني …