معالي الدكتور / خالد عبد الغفار
نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية
ووزير الصحة والسكان
أصحابَ المعالي، أصحابَ السعادةِ السفراء،الحضورَ الكريم،
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،،
يسرُّنا أن نُرَحِّبَ بكم أجملَ ترحيبٍ، ونُعبِّرَ عن تقديرِناالبالغِ لحضورِكم ومشاركتِكم معنا هذه المناسبةَ الغاليةَ،مناسبةَ العيدِ الوطنيِّ الرابعِ والخمسينَ المجيدِ لسلطنةِعُمان.
إنه لمن دواعي الفخرِ والاعتزازِ أن نستذكرَ في هذهالذكرى الوطنيةِ الخالدةِ الإنجازاتِ التي حققتْها سلطنةُعُمان عبرَ مسيرتِها الطويلةِ، وخاصةً منذ انطلاقِ النهضةِالعُمانيةِ المباركةِ في عامِ 1970، التي أرسى دعائمَهاالمغفورُ له –بإذن الله تعالى– جلالةُ السلطانِ قابوسُ بنسعيدٍ –طيبَ اللهُ ثراه–، ويواصلُ مسيرتَها المظفرةَ اليومَجلالةُ السلطانِ هيثمُ بن طارقٍ المعظمُ –حفظَه اللهُ ورعاه– بكلِّ إرادةٍ وعزمٍ، لنمضيَ بثباتٍ نحوَ المستقبلِ الواعدِ.
أصحابَ المعالي والسعادةِ، الضيوفَ الكرام،
تتبنى سلطنةُ عُمان سياسةً خارجيةً راسخةً قائمةً علىأسسِ الحوارِ والتسامحِ، وتسعى دائماً لتعزيزِ قيمِ السلامِوالوئامِ بينَ الأممِ. ومن هذا المنطلقِ، فإن سلطنةَ عُمانتُؤكِّدُ دعوتَها للمجتمعِ الدوليِّ إلى تكثيفِ الجهودِ لوقفِالتصعيدِ العسكريِّ في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ، وحثِّالأطرافِ كافةً على الالتزامِ بالقانونِ الدوليِّ وميثاقِ الأممِالمتحدةِ، واحترامِ مبادئِ السلامِ والعدالةِ للجميعِ.
وفيما يخصُّ القضيةَ الفلسطينيةَ، تُجدِّدُ سلطنةُ عُمانموقفَها الثابتَ والداعمَ لحقوقِ الشعبِ الفلسطينيِّالمشروعةِ، بما في ذلك انسحابُ الاحتلالِ الإسرائيليِّ منالأراضي الفلسطينيةِ المحتلةِ منذُ عامِ 1967، وفقاًلقراراتِ مجلسِ الأمنِ، وإقامةُ دولتِه المستقلةِ وعاصمتُهاالقدسُ الشرقيةُ. كما تجدد سلطنةُ عمان دعوتها إلى وقفٍفوريٍّ للحربِ في قطاعِ غزةَ، ورفعِ الحصارِ عن السكانِالأبرياءِ، وتوفيرِ ممراتٍ آمنةٍ لإيصالِ المساعداتِالإنسانيةِ، ووقفِ إطلاقِ النارِ في لبنانَ، والعودةِ إلىمسارِ تحقيقِ السلامِ العادلِ والشاملِ عبرَ الحوارِوالوسائلِ السلميةِ.
الحضورَ الكريم،
إن العالمَ اليومَ يواجهُ تحدياتٍ كبرى على الأصعدةِالأمنيةِ، والاقتصاديةِ، والبيئيةِ، في ظلِّ تزايدِ الصراعاتِوالحروبِ التي تؤثِّرُ بشكلٍ مباشرٍ على حياةِ الناسِواستقرارِهم. ونحنُ في سلطنةِ عُمان نؤمنُ بأنَّ الحلولَلهذه الأزماتِ لا تُحقَّقُ بالقوةِ العسكريةِ أو فرضِ العقوباتِوالتهميشِ، بل بالتفاهمِ والحوارِ بروحِ العدالةِ والتعاونِالمشتركِ لتحقيقِ الأمنِ الجماعيِّ والاستقرارِ العالميِّ.
وعلى صعيد العلاقات العُمانية–المصرية فقدت شهدت هذاالعامَ تطوراً نوعياً في المجالاتِ السياسيةِ والاقتصاديةِوالإعلاميةِ والثقافيةِ والتعليميةِ، مما يعكسُ عُمقَ العلاقاتِالتاريخيةِ التي تربطُ البلدين. تمتدُّ جذورُ هذه العلاقاتِإلى أكثرَ من 3500 عام، منذ عهدِ الملكةِ حتشبسوت،واستمرت العلاقاتِ الدبلوماسيةِ المتينةِ التي تعززت تحتَالقيادةِ الحكيمةِ لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السلطانِ هيثمِبن طارقٍ المعظمِ وفخامةِ الرئيسِ عبدِ الفتاحِ السيسي.
في المجالِ الاقتصاديِّ، اتفقَ البلدانِ على تعزيزِ التعاونِفي القطاعاتِ غيرِ النفطيةِ، وفقاً لرؤيتي عُمان 2040 ومصر 2030، وتم توقيعُ اتفاقياتٍ بارزةٍ، منها اتفاقيةُالخدماتِ الجويةِ ومذكرةُ تفاهمٍ للتعاونِ الماليِّ. وفي عامِ2023، ارتفعَ حجمُ التبادلِ التجاريِّ بينَ البلدين بنسبةِ31%، مع زيادةٍ ملحوظةٍ في حجمِ الصادراتِ والوارداتِ.
أما في الإعلامِ والثقافةِ، فقد أُعلن عن اختيارِ سلطنةِعُمانَ ضيفَ شرفِ معرضِ القاهرةِ الدوليِّ للكتابِ 2025،كما شاركَتْ الموسيقى العُمانيةُ في مهرجانِ الموسيقىالعربيةِ بدارِ الأوبرا المصريةِ. وفي مجالِ التعليمِ، زادَ عددُالطلابِ العُمانيينَ في مصر بنسبةِ 31%، مع تعزيزِالتعاونِ الأكاديميِّ والمنحِ الدراسيةِ.
الحضورَ الكريم،
تمثلُ رؤيةُ عُمان 2040 خارطةَ طريقٍ طموحةً لتحقيقِالتنميةِ المستدامةِ في سلطنةِ عُمان، من خلالِ تطويرِالمواردِ البشريةِ والتكنولوجيةِ، وتحقيقِ الاستدامةِالاقتصاديةِ والماليةِ. ومن ضمنِ أهدافِ الرؤيةِ تعزيزُ جودةِالتعليمِ والرعايةِ الصحيةِ، ودعمُ الشبابِ والمرأةِ وكافةِ فئاتِالمجتمعِ للمساهمةِ الفعّالةِ في بناءِ المستقبلِ.
وفي مجالِ الطاقةِ النظيفةِ والهيدروجينِ الأخضرِ، تعملُسلطنةُ عُمان على تحقيقِ الحيادِ الصفريِّ الكربونيِّبحلولِ عامِ 2050، من خلالِ مشاريعَ ضخمةٍ تهدفُ إلىإنتاجِ أكثرَ من مليونِ طنٍّ من الهيدروجينِ بحلولِ 2030،وصولاً إلى 8 ملايينَ طنٍّ في عامِ 2050. وتُشجِّعُ سلطنة عمان على شراكاتٍ استثماريةٍ مع الدولِ الشقيقةِوالصديقةِ لتعزيزِ هذا القطاعِ الواعدِ.
ختاماً،
وإذ نمضي بخُطىً واثقةٍ نحوَ المستقبلِ، نستلهمُ منتاريخِنا العريقِ وقيمِنا الراسخةِ العزيمةَ لتحقيقِالطموحاتِ الكبرى. كما نؤكدُ استمرارَ سلطنةِ عُمان فيالعملِ من أجلِ بناءِ عالمٍ يسودُه السلامُ والاستقرارُ، منخلالِ تعزيزِ الحوارِ والتعاونِ الدوليِّ.