اخبار عاجلة

كلمة معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير خارجية سلطنة عمان في القمة العربية غير العادية

 

القاهرة  أسماء عفيفى

 

 

صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ملك مملكة البحرين، رئيس الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة،

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

رؤساء الوفود الموقرون،

معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،

معالي الامين العام للأمم المتحدة،

معالي الأمين العام للاتحاد الأفريقي،

معالي الأمين العام للاتحاد الأوروبي.

الحضور الكريم،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يشرفني أن أنقل إليكم تحيات أخيكم، حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، وتمنياته لهذه القمة بالتوفيق والسداد، معربًا عن بالغ الشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية، ودولة فلسطين، ومملكة البحرين، على جهودهم القيّمة في تنظيم هذا اللقاء العربي المهم.

إن انعقاد هذه القمة يأتي في وقت تتزايد فيه التحديات التي تواجه أمتنا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث يواجه الشعب الفلسطيني الشقيق عدوانًا غير مسبوق يهدد تطلعاته العادلة في نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على أرضه.

إن سلطنة عُمان تؤكد رفضها القاطع للتصريحات والمخططات التي تدعو إلى تهجير سكان قطاع غزة تحت أي ذريعة، بما فيها ما يسمى “إعادة الإعمار”، فالتهجير القسري جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

لقد كشفت الحرب الإسرائيلية الغاشمة على الشعب الفلسطيني عن مشهد قاتم في تاريخ الإنسانية، حيث أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، فضلًا عن آلاف المفقودين، ناهيك عن الدمار الهائل الذي طال المرافق والبنية الأساسية في قطاع غزة.

ورغم كل ذلك، ما زالت إسرائيل تواصل انتهاكاتها لاتفاقيات وقف إطلاق النار بشكل يومي، وتمنع وصول المساعدات الإنسانية، وتُمعن في استهداف المدنيين في غزة والضفة الغربية، بينما تستمر في سياسة مصادرة الأراضي واحتجاز الفلسطينيين بأعداد تفوق من تُطلق سراحهم. لقد مضى عام على مطالبة محكمة العدل الدولية باتخاذ كافة الخطوات الممكنة لوقف هذه الجرائم، ومع ذلك لم نشهد أي التزام من قبل الاحتلال.

إن قطاع غزة، والضفة الغربية، والقدس الشرقية، هي أراضٍ فلسطينية، وشعبها هو صاحب الحق الشرعي في تقرير مصيره ومستقبل أرضه. وعليه، فإن على المجتمع الدولي التحرك الفوري لإنهاء هذا الظلم التاريخي، ليحصل الشعب الفلسطيني على حقه الأصيل في الحرية والاستقلال.

وإذ نثمّن الجهود الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، فإننا نؤكد ضرورة العمل على تثبيت وقف دائم للعدوان، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وكامل إلى القطاع. كما نؤكد الحاجة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، يكفل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، استنادًا إلى حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية، وعلى حدود الرابع من يونيو 1967، وذات العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وفي هذا السياق، نثمن اللقاء الأخوي الذي جمع عددًا من قادة الدول العربية في الرياض يوم 21 فبراير 2025، بضيافة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، والذي جسّد موقفًا عربيًا موحدًا في دعم العدالة والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وإننا إذ نشيد بهذه الجهود، فإننا نأمل أن تُترجم هذه القمة إلى خطوات عملية فاعلة تلبي تطلعات شعوبنا، وفي هذا الصدد فإننا نرحب بالخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة ونرجو لهذه المبادرة كل النجاح والتأييد، ماضون معا وبعون الله، وبحزم وتضامن لتحقيق العدالة والسلام، وضمان مستقبل آمن يعمه الاستقرار والرخاء للجميع.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

شاهد أيضاً

ترأس السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أعمال القمة العربية غير العادية التي عُقدت بطلب من دولة فلسطين في العاصمة الإدارية الجديدة.

    صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن القمة شهدت نقاش القادة العرب بشأن …