بحضور وكيل النقابة والأمين العام وأمين الصندوق المساعد والمستشار عدلي حسين
كتب: بوابة الاخبار العربية
وكلا من ا د هشام سعودي- وكيل النقابة، والمهندس محمود عرفات- أمين عام النقابة، وا د المهندس سعد مكرم- أمين الصندوق المساعد، والمستشار عدلي حسين- محافظ القليوبية الأسبق ورئيس جمعية حماية التراث والبيئة، أطلقت لجنة البيئة بنقابة المهندسين المصرية، برئاسة الدكتورة المهندسة منال متولي، مبادرة “مهندسون لاستدامة التراث والبيئة”، حيث قامت اللجنة بتوقيع بروتوكول تعاون مع جمعية حماية التراث والبيئة، في حضور الأستاذ نادر جرجس- المدير التنفيذي لجمعية تنمية وإحياء التراث المصري، والمهندس الاستشاري مبروك عامر- رئيس شعبة الهندسة الكهربائية ونائب رئيس اللجنة، والمهندس أحمد صلاح وكيل اللجنة ، والمهندس محمد فتحي نصر الدين- مقرر اللجنة، ومهندسة سمر حسب الله والمهندسة الاستشارية د. حنان شريف- المقرر المساعد للجنة.
في كلمته رحَّب المهندس محمود عرفات، بوجود المستشار عدلي حسين، بنقابة المهندسين المصرية، كونه علمًا من أعلام مصر، مبديًا سعادته بتعاونه ودعمه للجنة البيئة بنقابة المهندسين، لما يمتلك من خبرات علمية وعملية كبيرة.
وقال “عرفات”: “لجان النقابة المختلفة هي الأذرع العلمية والمجتمعية للنقابة، حيث تقوم بدور النقابة كهيئة استشارية للدولة في مجال تخصصها”، مشيدًا بمجهودات لجنة البيئة والتي تتناول قضايا تهم كل المجتمع المصري، وكذلك مجهودات رئيس اللجنة في الحفاظ على التراث المصري خارج مصر.
وأضاف الأمين العام: “أشكر اللجنة على وجودها وسط المواقع لدراسة المشكلات والعمل على حلها”، مستبشرًا بإيجاد حلول للقضاء على النمل الأبيض في دير “المحرق” بأسيوط، وكذلك إيجاد حلول علمية لكافة المشكلات البيئية التي يواجهها عدد من المواقع.
في كلمتها الافتتاحية، أشادت الدكتورة منال متولي، بدعم أمين عام النقابة ومساندة هيئة المكتب لكافة فعاليات اللجنة، مشيرة إلى أن جمعية تنمية وإحياء التراث المصري لها شأن كبير على المستويين المحلي والدولي، حيث حظيت مؤخرًا باستقبال بابا الفاتيكان في روما، بِناءً على دعوة شخصية منه، مشيدة بحضور المستشار عدلي حسين في ضيافة لجنة البيئة بين جدران نقابة المهندسين المصرية، قائلة: “نتشرف بحضور عالم كبير في القانون وأحد الشخصيات السياسية البارزة التي ساهمت في نهضة مصر”، معلنة عن إطلاق مبادرة: “مهندسون لاستدامة التراث والبيئة”
بدوره أشار الأستاذ الدكتور المهندس هشام سعودي، إلى أن النمل الأبيض وصل إلى عدة مواقع بمحافظة الإسكندرية، وبدأ في الانتشار الواسع في مناطق، مثل سموحة لقربها من البحيرات، واصفًا المشكلة بالعالمية وليست محلية، ويلعب فيها التغير المناخي دورًا كبيرًا، داعيًا إلى دور وتكاتف عالمي لمواجهة مثل هذه القضايا الخطيرة على البيئة والعمران، لافتًا إلى خطورة استيراد بعض أنواع الأخشاب، وخطورة أن بعض المستوردين يستوردون أدنى درجات الجودة في الأخشاب، موضحًا الخطر الجسيم من العواقب، مما يعطي الفرصة لانتشار النمل الأبيض لو لم نأخذ خطوات وقائية تجاه هذا الأمر.
ودعا “سعودي” إلى شراكات بين العلماء المتخصصين في هذا الأمر، لإيجاد وسائل وحلول سريعة للإيقاف النسبي لانتشار النمل الأبيض، إلى أن توجد الوسيلة القاطعة للقضاء عليه نهائيًّا، موجهًا الشكر للجنة البيئة على تبنيها لهذا الملف المهم.
من جانبه، عبّر المستشار عدلي حسين، عن سعادته بوجوده في نقابه المهندسين، بِناءً على دعوة رئيس لجنة البيئة، من أجل توقيع بروتوكول تعاون بين جمعية تنمية وإحياء التراث المصري ولجنة البيئة، مشيرًا إلى أن هناك اتساقًا واتفاقًا على هدف واحد بين الجمعية واللجنة، وهو حماية التراث المصري، وبالتالي حماية البيئة المحيطة به، لافتًا إلى أن أساس إنشاء الجمعية هو مسار العائلة المقدسة في مصر، والتي هربت إليها بأمر من الله، ومكثت بها قرابة أربع سنوات، وساروا من صعيد مصر إلى سيناء، مؤكدًا أن الله كرَّم وشرَّف مصر بلمحات ربانية لم تحظ بها أي بقعة في الأرض، حتى إنه تجلى على الجبل في سيناء، مشيدًا بما تقوم به الدولة حاليًا بمشروع التجلي الأعظم.
وأوضح المستشار عدلي حسين، أن وفد الجمعية أثناء زيارته لبابا الفاتيكان، بِناءً على دعوته، أهدته الدكتورة المهندسة منال متولي، لوحة فنية عن مسار العائلة المقدسة، أمر بتعليقها على جدران البابوية، تقديرًا لمسار العائلة المقدسة، ومن هنا قمنا بعمل قوام قانوني للجمعية حتى يتسنى لها التعاون مع الجهات الرسمية، وقال: “تهتم الجمعية بكل صور التراث (إسلامي، مسيحي، يهودي) حتى لا يقال إن الجمعية فئوية، ولاقت مباركة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا”.
وعن علاقة الجمعية بلجنة البيئة، أوضح “حسين” أن لكل أثر موقعًا، ولهذا الموقع بيئته، ويجب الحفاظ عليه وحمايته، مشددًا على أن الحفاظ على بيئة الأثر جزء لا يتجزأ من الحفاظ على الأثر.
ونبّه المستشار عدلي حسين إلى خطورة وجود النمل الأبيض في المواقع الأثرية القديمة، مستشهدًا بما حدث حاليًا في دير “المحرق” بأسيوط، مشيدًا بدور لجنة البيئة ومجهوداتها في إيجاد حلول للقضاء على هذا الهجوم الشرس من النمل الأبيض.
وبدوره ألقى الأستاذ نادر جرجس- أول من أرَّخ مسار العائلة المقدسة في مصر، كلمة أشاد فيها بالتعاون بين الجمعية ولجنة البيئة، مبديًا شكره وتقديره لمجهودات اللجنة في إصرارها على مكافحة النمل الأبيض بدير المحرق، وقال: “الأمر جلل، ويحتاج إلى تكاتف كل الجهات المعنية، كون الدير أهم محطة من محطات مسار العائلة المقدسة في مصر، حيث مكثت فيه السيدة مريم أكثر من ستة أشهر”.
وأعرب “جرجس” عن أسفه من أن النمل الأبيض أتى على الحصن الأثري بصورة مؤسفة، مؤكدًا على اهتمام قداسة البابا شخصيًّا ورئيس الدير بهذا الأمر، وأبديا اهتمامًا كبيرًا بدور لجنة البيئة في مكافحة هذا المخلوق الشرس.
وأضاف: “اهتمام اللجنة بالقضاء على النمل الأبيض ومعاينة ما حدث بالدير على الواقع وتحليل الأسباب والعمل والدراسة لإيجاد حلول ناجزة أمر يطمئن قلوبنا جميعًا، وعلى رأس الجميع قداسة البابا”.
وخلال محاضرة مطولة، أوضحت الدكتورة منال متولي، أن أنثى النمل الأبيض تضع يوميًّا ٣٠ ألف بيضة بمعدل بيضة واحدة كل ٣ ثوانٍ لمده ١٥ عامًا، وتنتج في حياتها أكثر من ٢٧٠ مليون بيضة، كونها تعيش عمرًا طويلًا مع ذروة إنتاج البيض لمده تصل إلى عشر سنوات خلال عمرها، لافتة إلى أنه يوجد حوال ٢٥٧٠ نوعًا من النمل الأبيض في العالم، أبرز هذه الأنواع “النمل الأبيض، والنمل الأبيض القرموزي، والنمل الأبيض الرطب، والنمل الأبيض الجاف، والنمل الأبيض المخروطي”.
وقالت “متولي”: “النمل الأبيض يهاجم الأبنية التي تحتوي على الرطوبة العالية، والتسربات المائية والتشققات في الجدران والحجر الأثري في المباني، لأنه يحتوي على مواد عضوية، والرطوبة به عالية، وتمثل الأرضيات الخشبية مصدرًا غنيًّا بالسليلوز غذاء النمل الأبيض، وهو عادة يتغذى على السليلوز الموجود في الأخشاب”.
وأعربت رئيس لجنة البيئة عن أسفها لغزو النمل الأبيض لبعض الأماكن في مصر، حيث بدأت بمدينة الإسكندرية نتيجة التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، محذرة من أن عددًا من الدول أنفقت مليارات الدولارات للقضاء على النمل الأبيض دون جدوى حتى الآن،وأوضحت أنه يوجد نوعان من المبيدات، مبيد كيميائي، وآخر فيروسي، وأن النمل الأبيض يتسبب في أضرار بمليارات الدولارات على مستوى العالم سنويًّا، حيث تطلق حوالي 20 مليون طن سنويًّا من غاز الميثان في الجو أحد المسببات لظاهرة الاحتباس.
وفي محاضرة بعنوان “النمل الأبيض وآثاره على التراث والبيئة” ألقتها الدكتورة المهندسة حنان شريف، استعرضت فيها أنواع النمل الأبيض وأضراره، وعلامات وجوده، وأسباب وجوده في المباني الأثرية.
كما تناولت “شريف” ما تم رصده من آثار في دير المحرق، جراء توغل النمل الأبيض، مما ترتب عليه وجود شروخ وأنفاق داخلية في الحوائط وتلف الأعمدة الخشبية، وأبرز الأدوار التي يمكن أن يلعبها النمل الأبيض في صناعة الأدوية.
وشارك أعضاء لجنة البيئة الرأى العلمى كل فى تخصصه فى مواجهة ظاهرة النمل الأبيض فتحدثت د. هبة محروس استاذ مساعد كلية الهندسة تخصص تصميم وتخطيط بيئى عن الدور الذى تساهم به العمارة البيئية فى ايجاد حلول وعن ضرورة الحماية والوقاية والعلاج وتناول جميع اعضاء اللجنة مشاركة الحوار والتفاعل برؤى علمية عن كيفية التعامل مع الأضرار الناجمة عن النمل الأبيض كلا فى تخصصه .