بودابيست – احمد خليفة
في أجواء مليئة بالمحبة والتلاحم الوطني، اجتمع ممثلو السفارة المصرية في المجر و ممثلو الجالية المصرية في زيارة للكنيسة المصرية بمناسبة عيد الميلاد المجيد، في لقاء يعكس قيم الوحدة الوطنية التي تميز الشعب المصري عبر العصور. جاء اللقاء ليؤكد مرة أخرى على الروابط القوية بين أبناء الوطن، سواء داخل مصر أو خارجها، وتجديد العهد على تعزيز قيم التعايش والسلام.
افتتحت د/هبة نجم، القائم بأعمال السفير المصري في المجر، اللقاء بكلمة مؤثرة تحدثت فيها عن أهمية الوحدة الوطنية والمحبة في بناء مجتمع متماسك. قالت السفيرة:
“إن الوحدة الوطنية ليست شعارًا نردده، بل هي أساس استقرارنا وقوتنا كأمة. المحبة التي تجمع بين المصريين هي نموذج حي يدرس للعالم. في كل مناسبة نرى كيف تتجسد روح التضامن والاحترام المتبادل بيننا كمصريين، وهذا ما يجعلنا دائمًا أقوى.”
وأكدت السفيرة على دور الجالية المصرية في الخارج في تمثيل قيم مصر الأصيلة التي تنبذ الفرقة وتدعو إلى المحبة.
من جانبه، ألقى المهندس أحمد إبراهيم، رئيس رابطة الجالية المصرية في المجر، كلمة تناول فيها القومية والوحدة الوطنية، قائلًا:
“نحن هنا اليوم لنؤكد أن القومية المصرية هي الروح التي تجمعنا جميعًا، بغض النظر عن الدين أو الخلفية. الوحدة الوطنية هي الأساس الذي يجعلنا قادرين على مواجهة التحديات، وهي ما يميزنا كمصريين. نحن نعيش في وطن واحد، ونحمل حلمًا واحدًا لبناء مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا.”
كما أعرب عن فخره بالتلاحم الذي يظهره أبناء الجالية في المجر، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء يمثل رسالة واضحة بأن المصريين قادرون على التكاتف في أي مكان في العالم.
أما الشيخ أحمد عبدالعظيم، مبعوث الأزهر الشريف، فقد ألقى كلمة عميقة تناولت دعوة الأديان إلى السلام والمحبة والتلاحم الوطني. قال الشيخ:
“إن الأديان كلها تدعو إلى المحبة والسلام والتعايش. التلاحم الوطني ليس فقط ضرورة، بل هو واجب ديني وإنساني. نحن المصريين نحمل في قلوبنا معاني الوطنية الراسخة والمحبة الواقعية التي تتجلى في كل أفعالنا. الوحدة بين أبناء الوطن ليست فقط خيارًا، بل هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام والتنمية.”
وأكد على أهمية التعاون بين جميع أفراد المجتمع المصري، مشيدًا بالتاريخ الطويل من التعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في مصر.
كما أردف دكتور السيد حسن الأب الروحي للمصرين في المجر ومؤسس رابطة الجالية المصرية بعبارات ملؤها المحبة و وخالص التهاني بعيد ميلاد مجيد موضحا التاريخ الحافل بالمحبة منذ تأسيس الكنيسة المصرية بالمجر حتي الان.
واختتم اللقاء بكلمة القمص يوسف، ممثل الكنيسة، الذي عبر عن شكره للسفارة والجالية على هذه اللفتة الكريمة، وقال:
“عيد الميلاد المجيد يحمل رسالة سلام ومحبة للبشرية جمعاء. نحن في مصر تعلمنا معنى التلاحم الوطني من خلال تاريخنا الطويل، حيث عشنا كأبناء وطن واحد، متحابين ومتكاتفين في السراء والضراء. أشكر الجميع على حضورهم ودعمهم، وأدعو الله أن يبارك مصر ويحفظ شعبها.”
وحضر اللقاء عدد من المصريين المقيمين في المجر من بينهم المهندس عبدالرحمن شمس والمستشار احمد فؤاد والمهندس حسين سليط و رجل الأعمال أحمد خليفه , وممثلو جمعية الصداقة المصرية المجرية.
و في ختام اللقاء، تبادل الحضور التهاني بعيد الميلاد المجيد، وسط أجواء من البهجة والود. كان هذا اللقاء دليلًا حيًا على أن المصريين، مهما اختلفت أماكنهم وأديانهم، يبقون يدًا واحدة وقلبًا واحدًا ينبض بحب مصر.