اخبار عاجلة

محمد علي…عيد حساباتك

بقلم :حسني محمود

قبل الحديث عن فيديوهات الممثل المغمور محمد علي، من المهم التأكيد هنا أنني لا أدافع عن شخص بعينه بقدر ما أريد توضيح الحقائق التي قد تغيب عن أهالينا البسطاء الذين يغازلهم الممثل المغمور بالحديث عن الأموال في وقت يكافح فيه الجميع من أجل لقمة العيش، وسط ظروف اقتصادية صعبة تعيشها مصرنا الحبيبة.

في البداية.. هل أزمة ممثلنا المغمور مع الجيش أم مع الهيئة الهندسية؟ تبدو الإجابة سهلة.. فالأخ محمد علي كان يعمل مع الهيئة الهندسية وهي الجهه المسؤولة عن تنفيذ المشاريع وإدارتها ومتابعتها، مثل المصانع، والطرق والكباري، والإنشاءات الأمنية، سواء كانت معلنة او غير معلنة، سواء كانت تخص أجهزة أمنية او مدنية، أو حتى أجهزة أمنية تدار بموارد بشرية مدنية وتشرف عليها الهيئة، لكن ممثلنا المغمور قرر على نحو مفاجئ إقحام القوات المسلحة التي يحترمها القاصي والداني، وهو من حسن حظنا حتى تنكشف خديعته وتظهر أهدافه الخبيثة واضحة لكل صاحب ضمير محب لوطنه ولجيش وطنه.

ثم أن بطلنا المغوار تحدث عن مشكلة له مع عدد من اللواءت الذين ذكرت أسمائهم في أول مقطع فيديو له، أي أن الموضوع برمته مجرد نزاع مالي أو بيزنس، بل أنه أكد ذلك أكثر من مرة حين قال إن الموضوع ليس له أى علاقة بالسياسة من قريب أو من بعيد، لكن سرعان ما ناقض نفسه حين أصر على توجيه اتهامات وادعاءات سياسية للرئيس مباشرة، وتحول الأمر برمته إلى “شرشحة” و”تلقيح نسوان” لا يقبله أي مصري حتى لو كان من أشد المعارضين لسياسة الرئيس.

يتحدث ممثلنا المغمور عن المشاريع، التي تشرف عليها الهيئة الهندسية وكانت السبب في تضخم ثروته، متهما دون أي دليل مادي حقيقي القائمين عليها بالفساد، ليكون السؤال لماذا قبلت أيها المناضل المغوار العمل في مشاريع تزعم أن بها فساد؟ وهل هذا يعني أن كل الأموال التي حصلت عليها هي من الحرام كما تقول هي ملك الشعب المصري؟ لماذا لا تتنازل عنها إذا للشعب؟

ثم لماذا تتحدث عن الرئيس بتلك الطريقة الوقحة والأسلوب البذيء إذا كانت أزمتك بالفعل مع الهيئة الهندسية؟ تلك الهيئة التي حملت على عاتقها إعادة ترميم البلاد من أقصاها لأدناها،  وكل من عمل مع الهيئة وشاركها في بناء مصر يعلم إنه من المستحيل أن تعمل في المشاريع دون عقود تضمن لك حقك وتضمن لها حقها.

والحقيقة.. أنك كنت مجرد “صبي مقاولات” ثم بدأت في توطيد علاقتك ببعض الضباط في المشاريع، ثم اللواء الذي أقمت معه علاقات ودية وطيبة وكنت “دلدول” تنهي له أعماله الشخصية، حتى يرضى عنك ويساعدك في العمل مع الهيئة، وبالفعل ساعدك ووقف بجوارك حتى توسعت أعمالك وشرعت في تأسيس شركة على الورق لتحصل على مشاريع صغيرة نسبيا مثل حديقة أو ديون في منطقة كبيرة، حتى زادت أموالك وبدأت في الحصول على مشاريع كبيرة بمساعدة بعض الشركاء.

وكل ما سبق يبدو عاديا جدا ويحدث في كل مكان في العالم، ولا يهمنا هنا أنك “لحست الجزم” حتى تحصل على ما تريد فهذا لا يعنينا، لكن حدث التحول الكبير حين بدأت في صرف أموالك على ملذاتك الشخصية وسهراتك الحمراء وشراء المنازل والسيارات الفارهة، و”بعذقة” هنا وهناك، وكنت تتوقع صرف المستحقات في مواعيد بعينها لكن حدث ما لا تتوقعه، وتأخر الصرف بعض الشيء نتيجة تحرير سعر صرف الجنيه وهو ما صاحبه تغير كبير وفروقات في الأسعار، تأثر بها الجميع في مصر وتحمل الشعب تبعاتها ولا يزال.

والسؤال المهم هنا لماذا لم يحدث هذا سوا معك أنت فقط؟ والإجابة بسيطة هي أنك كنت تحصل على قروض من البنوك لتبدأ بها أعمالك، وبدلا من أن تستثمرها بالفعل في المشاريع التي تعمل عليها، بدأت في توجيهها نحو “المزاج” والسهرات الحمراء حتى تأثرت أعمالك حينها بدأت في التسول ومحاولة الحصول على أموال كثيرة من الهيئة لتغطي بها العجز الذي صنعته بنفسك، وهو الأمر الذي أثار الريبة والشك فيك، وبدأت عملية التفتيش في أوراقك ومحاسبتك “بالورقة والقلم” كما يقولون، لتكون المفاجأة أن بطلنا المغوار يضع فروقات أسعار تساوى تغطية قروضك بالكامل فى كل البنوك فى سنه واحدة + راس المال + هامش ربح تخطى ال ٦٦٪.

والأكيد أنهم لم ولن يسمحوا بحدوث ذلك، فحاولوا معك أن تعيد حساباتك وأن تراجع نفسك، ولكن دون جدوى وهو ما دفعهم لوقف الصرف ومنعك من متابعة النشاط المالي، وأصبحت الإدارة المالية تحت رقابتهم، وأخبروك أنك ستحصل على هامش ربح طبيعي إضافة إلى صرف مستحقاتك، بعد خصم الزيادات. وحينها اكتشفت إنك لن تستطيع تغطية القروض التي حصلت عليها، بدأت تجهز نفسك للسفر بالطريقة “إياها اللى أنت عارفها”.

شاهد أيضاً

سلسلة مقالات “حكمة من كتاب”

‏بقلم / محمد ابراهيم ربيع كاتب و محلل سياسي وهذه المرة استخرج بعض النقاط الهامة …