شاهدت لك عزيزى القارئ الموسم الأول من مسلسل ” ما وراء الطبيعة ” من إنتاج ” نتفلكس” ، مستوحى من سلسلة ما وراء الطبيعة للكاتب الراحل د. أحمد خالد توفيق ، لمن لا يعرف شيئا عن السلسلة هذه سلسلة من روايات الجيب التى تربينا عليها فى فترة المراهقة فى أواخر التسعينات وأوائل الألفية الثانية ، بطلها غير تقليدى أستاذ أمراض دم نحيف أصلع أبيض الشعر ليس بمفتول العضلات ولا وسيم كالأبطال اللذين تعودنا على القراءة عنهم بالقصص ، يحارب فكرة وجود ما يسمى الأمور الخارقة للطبيعة ، ويحاول بقدر الإمكان إيجاد تفسير علمى ومنطقى لكل خرافة .
من خلال سلسلة ما وراء الطبيعة أبدع الكاتب أحمد خالد توفيق – رحمه الله – فى إرشاد الشباب لمصادر مهمة للقراءة والبحث عن المعلومات كما أن السلسلة غنية بالعديد من المعلومات الطبية ، كما كتب الراحل أحمد خالد توفيق سلسلة سفارى ثم أنهى السلاسل وكتب روايات طويلة والعديد من المقالات الممتعة فى الصحف المصرية .
فى أحد اللقاءات التلفزيونية مع الكاتب أحمد خالد توفيق سئل عن ما يتمنى ، فأجاب أن يرى أعماله بعد تحويلها لأعمال درامية ؛ أفلام أو مسلسلات ، وباع حقوق نشر سلسلة ما وراء الطبيعة للمخرج عمرو سلامة عام ٢٠٠٦ ، ولكن إلى أن توفاه الله لم يتم تحويل أى من أعماله إلى أعمال درامية كما كان يتمنى .
فاكهة عام ٢٠٢٠ كانت عرض مسلسل ” ما وراء الطبيعة ” ، ليشاهد الناس أخيرا حلم الكاتب أحمد خالد توفيق يتحقق ، المسلسل قمة الروعة من جميع النواحى ، إبداع حقيقى لكل فريق العمل ، وأتمنى أن يكملوا بقية المواسم .
الشىء المحزن الوحيد هو أن العديد من الكتاب والرسامين المبدعين لا يحظون بالشهرة والتقدير الذى يستحقونه إلا بعد وفاتهم ؛ تخيل عزيزى القارىء أن الكاتب أحمد خالد توفيق باع حق العرض عام ٢٠٠٦ وظل سنوات منتظرا أن يجد الإنتاج والموافقات حتى يرى العمل النور ، وبعد وفاته أدرك المنتجين حجم حب الشباب له والتفتت إليه الأنظار ، وبدأوا بالبحث عن سيرة هذا الرجل المبدع الذى اعتبره الشباب أبا روحيا لهم ، وبعد إدراكهم لهذا العملاق الذى لم ينظروا له أثناء حياته قاموا أخيرا بإنتاج مسلسل ” ما وراء الطبيعة ” وخرج إلى النور .
وهنا أسأل لماذا لا ينظر للمواهب بعين الإعتبار ، ولماذا لا نعطى التقدير لمن يستحقه فى حياته ؟! ، ألأن إنتاج المسلسلات والأفلام تعتمد فقط على النظر للربح المادى فقط ؟! ، هل التفكير الغالب فى عملية الإنتاج هو التفكير فى الإستثمار والماديات ، ولم يعد التفكير شامل للإبداع والموهبة ؟! ، الحقيقة يبدو أنه كذلك للأسف .
أتمنى أن تكون أسرة الكاتب أحمد خالد توفيق راضية عن مسلسل ما وراء الطبيعة ، وفخورة به كما نحن فخورون ، وأرجو أن أشاهد باقى الأعمال فى مسلسلات وأفلام ناجحة ، كما حدث مع الموسم الأول لمسلسل ما وراء الطبيعة وأرجو من صناع العمل إكمال السلسلة .
وفى النهاية أرسل تحياتى للفنان المبدع ” أحمد أمين ” الذى نجح فى تقمص شخصية د. رفعت إسماعيل لحد التطابق ، وأرسل تحياتى للمخرج الجميل ” عمرو سلامة ” وباقى طاقم العمل ، لكم منا كل التحية والشكر والدعم .