مغاربة يشاركون في الذكرى الستين للثورة الفلسطينية

 

 

المغرب – نادية الصبار

 

في جوٍّ يفيض بالمشاعر الوطنية والإنسانية والانتماء للقضية الفلسطينية العادلة، احتضنت سفارة دولة فلسطين بالمملكة المغربية، مساء أمس بالعاصمة الرباط، احتفالية مميزة بمناسبة الذكرى الستين للثورة الفلسطينية، بحضور لفيف من المغاربة تأكيدًا على عمق الروابط التاريخية بين الشعبين المغربي والفلسطيني ودعمًا ثابتًا للقضية الفلسطينية.

انطلقت الاحتفالية والتي تزامنت مع أعياد رأس السنة الميلادية؛ بكلمة مؤثرة لمعالي السفير الفلسطيني بالمغرب، السيد جمال شوبكي، الذي سلط الضوء على خصوصية هذا العام بالنظر إلى حجم المآسي التي شهدها الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث عبر عن ذلك بقوله: “مهما قلنا من كلمات لا نستطيع أن نصف أو ننقل مأساة الشعب الفلسطيني، فكل ما نقوله هو أقل بكثير من الواقع المعاش الذي يظل أكثر بشاعة، إنه عام نكبة جديدة ومأساة جديدة وكارثة جديدة”.

مؤكدًا أن الأوضاع الكارثية التي عاشها الفلسطينيون هذا العام، تفوق في قسوتها نكبة 1948. وبالأرقام، استعرض شوبكي حجم الدمار والضحايا: أكثر من 120,000 جريح، و75,000 شهيد، وانهيار 80% من البنى التحتية في غزة، مع غياب شبه كامل للخدمات الصحية والتعليمية.

وشدد شوبكي على أن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ خطة ممنهجة ومقصودة للقضاء على الوجود الفلسطيني من خلال الحصار والتدمير، إلا أن الشعب الفلسطيني يثبت يومًا بعد يوم أنه عصي على الإبادة. وأكد أن الفلسطينيين، رغم كل الصعاب، فهم متمسكون بأرضهم ويواصلون النضال، مشبهًا إياهم بطائر العنقاء الذي لا يمكن إبادته أو القضاء عليه.

وفي سياق آخر، أشار السفير إلى أن عدد الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة يتجاوز عدد الإسرائيليين، وهو ما يزعج قوات الاحتلال. كما أكد أن محاولات إسرائيل لحشر الفلسطينيين في رقعة صغيرة من الأرض لم تفلح في إسكات الصوت الفلسطيني أو كسر عزيمته.

واختتم شوبكي كلمته بتوجيه الشكر للشعب المغربي، قيادة وشعبًا وملكا، على دعمهم المستمر للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هذا الدعم يعكس عمق الأخوة التي تربط بين الشعبين والبلدين. كما دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية الفلسطينيين ووقف العدوان الإسرائيلي العدواني الهمجي.

وأكد معالي السفير أن الأرقام المفزعة للضحايا والدمار في غزة والضفة الغربية تعكس حجم الكارثة التي يعيشها الفلسطينيون، لكنه شدد على أن النضال الفلسطيني سيبقى مستمرًا من أجل الحرية التي لن تكون محط مساومة أو مزايدة.

وفي كلمة لممثل حركة فتح، الأستاذ أحمد أبوهجرس، أكد على رمزية الثورة الفلسطينية التي انطلقت في الأول من يناير 1965، مستذكرًا الدور البطولي لياسر عرفات “أبو عمار”، القائد التاريخي للثورة الفلسطينية ومؤسس حركة فتح. ورفاق دربه كل من خليل الوزير “أبو جهاد”، مهندس العمليات العسكرية ضد الاحتلال وصلاح خلف “أبو إياد” ويوسف النجار، والكمالين، وسعد صايل، وغيرهم من القادة الشهداء.

blank

وأكد أبو هجرس أن الثورة الفلسطينية كانت ولا تزال حركة تحرر وطني تهدف إلى استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشددًا على أن حركة فتح تمثل عنوان النضال الفلسطيني، وقد أثبتت صمودها أمام في وجه التحديات المعقدة ورغم المحاولات البائسة لإضعافها داخليًا وخارجيًا.

وأشار المتحدث باسم حركة فتح إلى أن الوضع الراهن يفرض تحديات كبرى، خاصة مع تصاعد العدوان الإسرائيلي ومحاولات التهجير والقتل. لكنه شدد على أن الشعب الفلسطيني قادر على تجاوز هذه المحن، بفضل وحدته وصموده. وأضاف أن حركة فتح مستمرة في النضال، موجهًا التحية للأسرى الفلسطينيين البواسل في سجون الاحتلال والجرحى والشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن الحق الفلسطيني لا يمكن أن يُساوم عليه، وأن النضال سيستمر حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

blank

وبالمناسبة، لم يفت القيادي اليساري وعضو المكتب السياسي بحزب الاشتراكي الموحد، الأستاذ العلمي الحروني، أن ثمّن عاليا الثورة والمقاومة الفلسطينية بفصائلها الـ14، التي وصفها بأنها خط الدفاع الأول ونجحت في التصدي للسردية الصهيونية وأسطورة الجيش الذي لا يقهر.

 

وأكد الحروني أن الذكرى الستين للثورة الفلسطينية ليست مجرد احتفال عابر، بل هي محطة لإعادة التأكيد على دعم النضال الفلسطيني الذي يخوضه الشعب رغم القمع والحصار. وأضاف أن إعلان “بيكين” الأخير الذي وحد الفلسطينيين دوليًا يعكس نجاح المقاومة في الحفاظ على القضية حية في الوجدان العالمي. وأشاد بالوحدة التي ظهرت في هذا الإعلان، معتبرًا إياها نموذجًا يجب أن يُحتذى به لإنهاء الانقسام الفلسطيني.

أما الناشطة نادية الصبار، فقد استهلت كلمتها بتعبير مؤثر عن حزنها العميق لما يعيشه الشعب الفلسطيني من معاناة مستمرة بسبب الاحتلال الإسرائيلي. مشيرة إلى أن اللسان يعجز والكلمات تخون أمام حجم المآسي التي يتعرض لها الفلسطينيون، ومهما قيل أو سيقال في هذا المقام، دعما ومؤازرة أو عزاء لأرواح الشهداء، فهي كلمات مجروحة في حق هؤلاء. معتبرة أن ما يواجهه الشعب الفلسطيني الأبي الأعزل يتجاوز الوصف ولقد حان الوقت لوقف الحرب والإبادة تحت كل المسميات الواهية، فالقضية الفلسطينية اسالت الكثير من الأقلام ولا تحتاج إلى فهم بل إلى ضمير حي.

وأكدت نادية الصبار أن العام المنصرم كان عامًا عصيًا في تاريخ القضية الفلسطينية، خاصة مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية وزيادة أعداد الشهداء والجرحى. داعية إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لدعم القضية الفلسطينية ووقف الحرب وإنهاء الاحتلال.

 

وأشارت نادية الصبار في آخر كلمتها إلى أن العالم يستقبل سنة 2025 حيث يتبادل الناس في أقاصي الأرض التهاني والأماني ومن حق الجميع بدون استثناء أن يحيوا ليلتهم هذه ويحتفلوا بسنة بلا حروب ولا دماء، وأن يعيشوا في أمن وسلام واستقرار.

شاهد أيضاً

blank

“فجر السعيد وخطاب الفتنة .. العراق ليس ساحة للجدل”

  سمير السعد في عالم الإعلام، حيث يُفترض أن يكون الحياد والاحترام هما الأساس، تبرز …