ملتقى رائدات الأعمال الارتريات بالقاهرة
من عروس البحر إلى أرض الكنانة .. نواعم ارتريا يكسرن الصورة النمطية للمرأة
خديجة إدريس – القاهرة
-بوابة الأخبار العربية-
إنّ تمكين المرأة وتقويتها في المجتمعات المعاصرة قد أصبح شيئا مهما خاصة في مجال التنمية والاقتصاد والحياة الاجتماعية بشكل عام، وفي ظل توافد الأُسر الإرترية إلى القاهرة مؤخرا بهدف الإقامة وتعليم الأبناء مزامنة مع جائحة كورونا التي كانت لها تداعيات اقتصادية ونفسية عصفت على كافة الناس، هنا بدأت المجتمعات تبحث عن حلول وبدائل تحديداً فيما يخص استمرارية الدخل وتحسين سُبل المعيشة.
إن عمل المرأة وخوضها لسوق العمل يتيح لها الفرصة بكافة أشكالها ويتيح أمامها أفق عديدة، والضوء هنا يُسلّط على المرأة الإرترية التي ندرك جيدا بأنها تتعرض لضغوطات عديدة تتعلق باالأسرة والأبناء فضلاً عن حياة الغربة، وأن كل تلك الضغوطات من شأنها أن تترك رواسبها المتعددة لا سيّما النفسية، وأن خوضها
لمضمار العمل وسط تلك الظروف سيجعل القرار لعرض حلول وأفكار عملية مشتركة حاضرا في كل وقت ،كما يمكنه خلق حالة من الرضا النفسي وتعزيز الثقة الذي يؤثر إيجابا على أسرتها.
ومن هذا المنطلق جاءت فكرة عمل الملتقى الأول للمشاريع الناشئة في سياق اجتماعي بحت تحت مسمى (رائدات الأعمال الارتريات) والذي أقيم يوم الجمعة الماضي في القاهرة، بحدائق الأهرام التابعة لمحافظة الجيزة، حيث شاركن السيدات من خلال هذا المشروع في عمل البازارات بهدف الترويج لمنتجاتهن لتنطلق من معمل البيت البسيط وترى النور على منصات العرض، وتمثل ذلك بعرض أصحاب المشروعات الناشئة
منتجاتهن للآخرين في صورة تعكس مدى إصرار المرأة الإرترية على مواصلة الكفاح من أجل حياة أفضل لها ولمن تعول.
– حكمت الظروف والإصرار قرار –
وحول الحديث عن مشروع رائدات الأعمال الارتريات قالت حنان عمر منظمة ملتقى الرائدات في حديثها لـ(بوابة الأخبار العربية) بأنها في بداية الأمر كانت تظن بأن القيام بتنفيذ هذا المشروع ربما يكون صعبا لأسباب تتعلق بالأجواء العامة خاصة في ظل الجائحة التي قد تعيق عمل مثل هذه اللقاءات، اذ كان التخوف
يعيق التجمعات وإقامة العديد من الفعاليات والأنشطة ، وكان الهدف الرئيسي من هذا المشروع هو دعم الأسر خاصة ذوي الدخل المحدود، وأشارت الى أن هناك العديد من المنظمات والجهات الي تدعم وتنفذ مثل
هذه الفعاليات للأسر المنتجة ولكن الفرق هنا هو أننا بدأنا بدعم أصحاب المنتجات والمشروعات الناشئة.
وأضافت، بأن فكرة المشروع لاقى استحسان الفتيات والسيدات اللاتي بدأن بدورهن في التفاعل والمشاركة بمشاريعهن المتنوعة لأول مرة ، وتحمل حنان نفسها وكل من لديه القدرة على الدعم الذي يمكن أن يتمثل بالأخذ بأيديهن وتشجيعهن للتفاعل في هذا الملتقى من أجل إتاحة الفرصة أمامهن وتمكينهن من العمل وتقديم منتجاتهن للآخرين .
أما عن الأقسام التي شاركت، فقالت بأنها كانت عديدة كان أهمها المأكولات وهو ما كان بارزا في البازار،أيضا الرسومات واللوحات لفنانات تشكيليات من ارتريا لم يتمكن أحد من اكتشافهن، أيضا تزيين كوش الأفراح ونقش الحناء والحلويات واتليه لتفصيل فساتين الأفراح والمناسبات. والديكورات وتغليف الهدايا
وصناعة الحلويات.
واختتمت حنان عمر حديثها لـ(بوابة الأخبار العربية) بالإشادة الى الإقبال الكبير الذي شهده المعرض خلال أمسيته الجمعة الماضي، كما قامت بتوجيه الشكر للسفارة الإرترية بالقاهرة التي ساندت ودعمت المشروع اذ تمثل في تسهيل الإجراءات القانونية الخاصة بإقامة مثل هذه الفعاليات والأنشطة مع الأخذ بالإحترازات
الوقائية من أجل السلامة العامة.
وتتابع مريم نائب المشرف على مشروع رائدات الأعمال بالقاهرة ما بدأته حنان، بقولها بأن الإشراف على هذا المشروع هو مساندة لصاحبة المشروع ودعم أصحاب المشاريع الناشئة ،مشيرة الى جهود المسؤول عن الفكرة والإدارة القائمة على مشروع الرائدات من المملكة العربية السعودية والذي كان لها دور كبير في
أن تجعل هذه الفعالية ناجحة ، وأضافت ، بأن الهدف كله يكمن في تمكين المرأة وإتاحة الفرصة أمامها اذ أن لا شيء يعيق قدراتها متى ما أرادت وأصرت ، وهو ما سيضمن لها ولأسرتها سبل العيش الكريم.
-الفكرة من جدة الى القاهرة-
وبعبارة (كلنا يد واحدة) بدأت مكية العلوي حديثها وهي صاحبة فكرة ملتقى رائدات الأعمال في القاهرة حيث قالت بأن الهدف من هذا المشروع هو مساعدة الحرفيات الإرتريات للإعلان عن منتجاتهن على أوسع نطاق،
وقالت بأن كانت هناك بعض الصعوبات التي واجهتها في بداية المشروع خاصة في حصر وجمع السيدات لعمل هذا المشروع خاصة وأنها تقيم في المملكة العربية السعودية وترى بأن عدم مباشرتها للمشروع بنفسها قد يعيق فكرة التنفيذ.
وأشارت “العلوي” الى جهود السيدات بالقاهرة والمشرفات على العمل ووصفتها بالجبارة اذ استطعن تنفيذ العمل في فترة وجيزة و أبدين تفاعلهن مع الفكرة وبدأن التواصل مع الحرفيات.
وأضافت، بأن الفكرة تستهدف المرأة الإرترية المنتجة الي تعول أبنائها في القاهرة، خاصة في ظل الظروف المادية المرتبكة التي تبعت جائحة كورونا، مؤكدة في حديثها على دور المرأة الحقيقي في الحياة حيث أنه لايقتصر على الإنجاب والتربية، وأن من حقها أن تساهم في التنمية وبناء مجتمعها الذي يبدأ بتحسين الحياة
حولهم ، وأضافت بأن مشاركتها في المشروع هو دلالة كبيرة بأن المرأة تستطيع أن تصبح رائدة أعمال ناجحة وأن دورها فعال في المساهمة لخدمة مجتمعها، كما ترى العلوي بأن هذا الملتقى يمنح الأسر الإرترية الكثير من الفرص في التعارف والتواصل مع الآخرين خاصة الإخوة المصريين وهو ما سيعكس الصورة لهم
عن وجود دور للمرأة الإرترية في سوق العمل وهو ما لا يقل عن دور المرأة في كل مكان في العالم.
وتختتم العلوي حديثها لـ(بوابة األخبار العربية) بتوجيه الشكر للسفارة الإرترية بالقاهرة ولـ اتحاد المرأة الإرتري بالقاهرة على التفاعل والدعم بكافة أشكاله ، والامتنان لمصر والمصريين باعتبارها بلد مضياف يضم كل الأطياف بثقافاته المتنوعة ، متطلعة المزيد من التفاعل وتنفيذ مثل هذه المشاريع التي تدعم الأسر الإرترية أينما وجدت.
وقالت مصممة الأزياء زهرة مصطفى وهي أحد المشاركات بعرض اتِليه يحوي عدد من الفساتين التي قامتبتصميمها، وقالت بأن مشاركتها هذه هي الأولى منذ انتقالها للإقامة في مصر، اذ لاقت فكرة المشاركة تحت مسمى (رائدات الأعمال الارتريات) استحسانها ورأت انها بوابة للعبور نحو ماهو افضل، وتؤكد زهرة بأن لا يقتصر عرض المشاريع الناشئة على مواقع التواصل الاجتماعي ، والسعي بقدر الإمكان للمشاركة في مثل هذه البازارات التي تعتبرها فرصة مهمة لتمكين السيدات من الإعلان عن منتجاتهن فضلا عن فرصة التعارف وخلق نوع من التواصل والتبادل المعرفي بين رائدات المشاريع.
وبالتوجه نحو زاوية أخرى لاحظنا عليها كثافة في الإقبال وجدنا سيدة تقف خلف طاولة تعج بأنواع الحلويات وعرضه بطريقة جذابة، وبالحديث إليها، قالت الهام عبد الوهاب ، بأن مشاركتها هي الأولى منذ أن بدأت في
العمل على هذا المشروع ،وأوضحت بأنها شاركت في العرض بمجموعة من الحلويات ك الكيك كوب ، لانش بوكس ، والدونات و تورت الأعياد ، وأنها صمّمت شعارا خاصا يميز منتجها ، وأضافت الهام بأن مثل هذه المشاريع هي دعم غير عادي بالنسبة لسيدات يعولن أبنائهن هنا في الغربة ، خاصة بعد الاهتزاز المادي لأرباب الأسر بعد جائحة كورونا التي كان لها أثر صعب جدا على المستوى المادي والنفسي ، كما يوجد بيننا
سيدات مطلقات وأرامل بلا عائل أو حتى دخل مادي يخلق لهن نوعا من الراحة والأمان . وأنهت الهام حديثها بالامتنان والشكر لمن أتاح لها هذه الفرصة للمشاركة وللدعم والقبول الذي لاقته منتجاته من قبل الزوار، كما أشادت الى أجواء الأمسية التي أكدت بأنها من أروع صور التكافل بين المجتمع الإرتري في الخارج خاصة بين الأوساط النسائية.
انتهت فعالية الملتقى الأول لمشروع رائدات الأعمال الإرتريات بالقاهرة ولم ينتهي بعد طموح الرائدات في هذا المشروع، اذ يتأملن لتنفيذ المزيد من الملتقيات تحت هذا المشروع في سلسلة تضمن استمراريته.