شهد عشاق العملات المشفرة صدمة كبيرة بعدما أثبتت عملات الميم المرتبطة بالشخصيات البارزة هشاشتها، حيث تراجعت عملة “ميلانيا” الرقمية، التي أطلقتها ميلانيا ترامب، بنسبة 90% من قيمتها بعد أسابيع قليلة من تنصيب دونالد ترامب. أما عملة ترامب المشفرة، فقد فقدت 75% من أعلى قيمة سجلتها، وفقًا لبيانات منصة “كوين ماركت كاب” يوم الجمعة 7 فبراير 2025.
وتُعرف عملات الميم بتقلباتها الشديدة وغياب أي قيمة جوهرية تدعمها، بحسب “شبكة رؤية الإخبارية”، إذ تعتمد بشكل أساسي على الضجة الإعلامية والزخم المؤقت، وفقًا لما صرح به ستيفان أويليت، الرئيس التنفيذي لشركة “إف آر إن تي فاينانشيال”. وأشار إلى أن التراجع الحاد لعملتي ترامب وميلانيا يعكس ضعف هذه الفئة من الأصول، حيث تفتقر إلى أهداف واضحة، مما يجعلها غير جاذبة للمضاربين على المدى الطويل.
أثار دخول الرئيس الأمريكي إلى سوق عملات الميم ردود فعل متباينة بين المستثمرين، فبينما رأى البعض أن هذه الخطوة قد تعكس التزامه بجعل العملات المشفرة أولوية، اعتبرها آخرون مقامرة خطيرة قد تضر بالقطاع، خاصة في وقت يسعى فيه ترامب لتعزيز مصداقيته السياسية.
وأطلق ترامب عملته المشفرة عبر منشور على منصة “تروث سوشال” (TruthSocial) في 17 يناير، حيث قفزت قيمتها إلى أكثر من 70 دولارًا قبل أن تبدأ بالتراجع بعد يومين، تزامنًا مع إطلاق ميلانيا لعملتها الخاصة. ورغم أن القيمة السوقية لعملة ميلانيا بلغت 2.1 مليار دولار، إلا أنها سرعان ما انخفضت من 13.73 دولار إلى حوالي 1.50 دولار، ما جعلها واحدة من أسرع الانهيارات في سوق العملات المشفرة.
وأوضح جو ماكان، الرئيس التنفيذي لشركة “أسيمتريك”، أن ترامب يتمتع بقدرة استثنائية على إثارة الجدل، مما قد يؤثر على أسعار عملته المشفرة بشكل غير مباشر. وتُظهر التحليلات أن العملات المشفرة المرتبطة به قد ولّدت ما لا يقل عن 11.5 مليون دولار كرسوم لكيانات ذات صلة بالرئيس، وفقًا لشركة “جونتليت” المتخصصة في تحليل المخاطر. ومع ذلك، فإن معظم المستثمرين لم يحققوا أكثر من 13 دولارًا من أرباحهم، مما يضع علامات استفهام حول مستقبل هذه العملات.