بقلم ميرا علي
كم أنت غريب الأطوار يا حظ، يتوسل إليك أحيانا المحظوظ دون أن يدري بأنك تناديه فهو معروف لدينا كبشر، ولكنه حتى الآن لايعرف هوية نفسه. ليجيب على كل من ينادي على إسمه. الذي لايعرف إسمه، وهو ينتظر الآن واقفا بباب المستغرب منه، الذي يناديه، وهو يسمع ولكنه لايرد لانه لايعرف أن إسمه حظ! ولكنه يعلم تماماً انه وبعد ثواني قليلة فقط ستأتي سيارة إلى ما قبل البيت الذي ينتظر ببابه من يفترض بأنه محظوظ، ثم ينزل من سيارته حاملا سلة من قش مزركشة، ومبطنة بمخمل أحمر اللون بداخله طفلة زرقاء العيون، يبدو بأنها مجهولة الهوية، ينفث حظ بإتجاه سيارة الرجل الغامض، في تلك الأثناء يأتي طفل بيده صحن مغطى برائحة طعام زكي، أو زاكي، المهم، يقترب الى الباب والسيد حظ الذي يَرى ولكن لا يُرَى يتأمل في الصحن لا في الولد، وعلى مايبدو أن حتى حظ مفجوع على الاكل.
فتح محظوظ الباب، فتنفس حظ الذي لايعرف أنه حظ الصعداء، ووصلت السيارة التي نزل منها ذلك اللورد أو الهامور وأمام المحظوظ والولد الذي لازال ممسكا بصحنه والسيد حظ الذي جحظت عيناه على الصحن، أنزل سلة القش وبداخلها طفل أزرق العينان، وينام على كومة من الرزم المالية من فئة الألف درهم أو الألف دولار، ثم دنا إلى الرجل المحظوظ وقال له هي الآن تنام مليون دولار، فقط قم بتربيتها وشهريا سأرسل لك ١٠٠٠٠ الاف دولار لتستعين بها على مصاريفك في التربية، محظوظ الذي ناداه الحظ فأحس بقرب الفرج، وطرق بابه الطفل صاحب الصحن فأستبشر بالعطية المرسلة من الجيران خيرا، وبالحظ الذي لم يره ولكن لم ينسى أن يشكره. فالحظ له عناصره ولن يلبيك مالم تلبي.. وكفى.