اخبار عاجلة

نماذج ثلاثية الأبعاد للورم الميلانيني العنبي تمنح الأمل في توفير علاجات محسنة

 

كتب : ماهر بدر

 

طوّر الباحثون في مايو كلينك نماذج عُضيَّات لدراسة الورم الميلانيني العنبي، أحد أكثر أنواع سرطان العين شيوعًا بين البالغين. ويتمثل هدفهم في استخدام هذه النماذج لتحقيق فهم أفضل لكيفية عمل هذا المرض وتطوير علاجات تفي باحتياجات المرضى غير المُلبَّاة.

 

العُضيَّات عبارة عن نماذج ثلاثية الأبعاد تنمو من أنسجة مستخلصة من المريض والتي تعكس بدقة خصائص المريض الوراثية والبيولوجية الفريدة، وتعرف أيضًا باسم “التجسدات”. وعند استخلاص العُضيّ من الورم السرطاني للمريض، فإنه سيتصرف ويتجاوب مع العلاجات خارج الجسم في المختبر تمامًا مثلما يفعل الورم الأصلي داخل الجسم.

 

ينتقل الورم الميلانيني العنبي في 50% من المرضى إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما يجعل التنبؤات بخصوص سَيْر المرض سلبية ومتوسط البقاء على قيد الحياة أقل من سنتين. وللأسف تكون فاعلية العلاجات الحالية محدودة غالبًا، مما يترك القليل من الخيارات أمام المرضى وأطبائهم.

 

“أملنا هو أن تمثِل نماذج العُضيَّات المشتقة من المرضى السرطان البشري في المختبر”، بحسب لورين دالفين، دكتورة في الطب، اختصاصية أورام العين والجرّاحة العالمة في مركز مايو كلينك الشامل للسرطان، وواحدة من باحثيه الرئيسيين. “يُسهِّل استخدام هذه النماذج كأساس لاختبار الأدوية اكتشافات علاجية جديدة ذات معدلات نجاح أعلى في التجارب السريرية، يُترجم في النهاية في صورة نتائج محسّنة للمرضى المصابين بالورم الميلانيني العنبي”.

 

أدى الافتقار في الماضي إلى نماذج للأمراض البشرية التي تمثل الطيف الكامل للورم الميلانيني إلى عرقلة هذه الجهود، مما قيّد قدرة العلماء على تحديد مستهدفات فعّالة للعلاج والوقاية منه. وقد ظلت الدراسات تعتمد على الخلايا المستمدة من ذات بنوك الخلايا المتاحة تجاريًا، والتي لا تمثل المرض وغالبًا ما تختلف في نواحٍ مهمة عن الأورام الأصلية.

 

ولتجاوز هذه العقبة، قرر فريق بحثي بقيادة الدكتورة دالفين، بالتعاون مع مارتن فرنانديز زابيكو، دكتور في الطب اختصاصي بيولوجيا السرطان في مركز مايو كلينك الشامل للسرطان، ابتكار بنك حيوي عُضيّ جديد مشتق من مرضى الورم الميلانيني العنبي. والهدف هو إنشاء مصدر بحثي يمثل تباين هذا النوع من السرطان على أرض الواقع.

 

في ورقة بحثية نُشرت في مجلة “طب العيون الاستقصائي والعلوم البصرية” (Investigative Ophthalmology & Visual Science)، وصف الباحثون التطوير الأولي لهذا البنك الحيوي. حيث نجحوا في إنشاء عُضيّات مأخوذة من مرضى أورام العين في مايو كلينك المسجلين في دراسة استباقية تضمنت مجموعة من أنسجة الورم خُصصت لبحث امتد من 1 يوليو/تموز 2019 حتى 1 يوليو/ تموز 2024. وقد توصلت هذه الدراسة إلى أن هذه العُضيّات:

• يمكن توليدها، وأنها احتفظت بثباتها عبر العديد من الاستخدامات وكانت موردًا حيًا متجددًا وقابلاً للتجديد عند الحاجة.

• احتفظت بالسمات السريرية ذات الصلة بالأورام الأصلية، وتجمعت في المجموعات الجزيئية المناسبة بناءً على علامات تنبؤية تم التحقق من صحتها وتشابهت مع المرض البشري عند مقارنتها بالنماذج الحيوانية الموجودة في الجسم الحي.

• كانت بمثابة نماذج بشرية مناسبة لفحص الأدوية.

 

وبإدراك القيمة الهائلة لهذا البنك الحيوي للعُضيّات، بدأ الباحثون بالفعل في توسعته ليشمل مراكز بحثية أخرى. والهدف هو إنشاء مصدر قادر على تمثيل التباين فوق الجينومي العالمي للورم الميلانيني العنبي. ويأملون في المستقبل أن يكون هذا البنك الحيوي بمثابة منصة شاملة لفحص الأدوية وأنواع أخرى من الأبحاث المخبرية من الورم الميلانيني العنبي. وسيسرّع هذا الجهد التعاوني وتيرة الأبحاث ويمهد الطريق لعلاجات ونتائج محسّنة للمصابين بهذا المرض.

 

اطّلع على الورقة البحثية لمعرفة المزيد عن الدراسة، بما في ذلك التمويل والإفصاحات.

 

تعمل العُضيَّات على تحويل مشهد الأبحاث الطبية الحيوية. ويستخدم العلماء هذا النهج المبتكَر لمحاكاة المرض ومتابعة تقدمه وتحديد العلاجات المحتملة وتوصيفها. وتُعد مايو كلينك في طليعة الأبحاث المتعلقة بالعُضيَّات، حيث يطبقون هذا النهج لدراسة نطاق واسق من الحالات الصحية التي تشمل:

• الأمراض العصبية والاضطرابات التنكسية العصبية، مثل خَرَف أجسام ليوي، وداء الزهايمر، والتوحد، وإدمان المواد الأفيونية، واضطراب تعاطي الكحول.

• الحصبة وغيرها من الأمراض المعدية.

• العديد من أنواع السرطان ومنها سرطان الثدي.

• مرض الأمعاء الالتهابي.

 

تتجاوز أهداف هذا البحث تطبيقاته الحالية. ويطمح باحثو مايو كلينك إلى تطوير عُضيَّات تمثل جميع أعضاء الجسم لتتبع المرض، ودراسة العقاقير، وتوليد الأنسجة. ويبشر هذا النهج بتسريع خطى الأبحاث في مجال الطب الدقيق والبحث عن علاجات شافية في جوانب أخرى من الأبحاث الطبية الحيوية.

 

نبذة عن مايو كلينك

مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير التعاطف والخبرة لكل مَن يحتاج إلى الاستشفاء والرد على استفساراته. لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك، تفضَّل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية.

شاهد أيضاً

التعليم العالي: فرصة مميزة للباحثين المصريين للتدريب العملي في فرنسا

  كتب : سعيد سعده   التعليم العالي: برنامج أبحاث ما بعد الدكتوراه لعام 2025 …