أثبت محمد صلاح في لقائه بعمرو أديب أنه لاعب كرة قدم بدرجة عالم وفيلسوف ، عندما سأله عن استعداده لأية مباراة يلعبها ، فكان رده عبقريا عندما قال : إني أعيش قبل أي مباراة بعد مرحلة التدريب والإعداد البدني والنفسي باستحضار المباراة في صورة تخيل ..
الكلمة ربما تكون عابرة ولم تشغل بال الكثيرين ممن يمرون على مفردات الكلام مرورا عابرا ، ولكني توقفت كثيرا حول ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، ودلالتها على شخصية قائلها ، ومدى أهمية إدارة العقل والتفكير حتى في مباريات الكرة أو الألعاب الرياضية أو الحياة عموما .
كم كان لهذه الكلمة من تأثير زادت فيه مكانة محمد صلاح عندي كإنسان يدير حياته بحكمة وفلسفة عالم مفكر وليس كلاعب كرة فقط . وهذا هو سر النجاح العظيم الذي حققه محمد صلاح في صعود مستواه المتزايد ليتربع على عرش عظماء كرة القدم على مستوى العالم .عندما يقول أنا أتخيل المباراة وأتوقع سير الأحداث ومجريات الكرة التي لا تستقر بضع ثوان إلا في الضربات الثابتة ،
تستطيع أن تعرف كيف يتحرك فكر وعقل محمد صلاح مع كل حركة للكرة في تركيز ومهارة وتوقع . وعندما نقول : ولنا في الخيال حياة ، هذه مقولة حقيقية ، وليست وهما وهروبا من الواقع كما يظنه أصحاب الكسل العقلي والثبات الفكري و الجمود الحركي .
ليس كل الواقع نجاحا ولكن الواقع يكون في أحيان كثيرة حالة من الجمود . الخيال حالة من الحركة والتجديد والابتكار والتوقع والتغيير والتطوير .. كل العلماء و المفكرين والمخترعين في تاريخ البشرية لم تكن لأفكارهم ولا لاختراعاتهم أن تظهر في عالم الوجود إلا إذا كانت وليدة فكرة خيالية .كل التكنولوجيا التي نعيشها الآن لم تكن في بدايتها إلا ضربا من ضروب الخيال ، كل العمليات الجراحية في الطب لم تكن إلا فكرة خيالية أصبحت واقعا أنقذ كثيرا من البشر ، كل المؤلفات والكتب و الروايات و دواوين الشعر لم تكن إلا بادرة خيال .