تساؤلات حول استغلال مخابرات اثيوبيا حراك الشارع السوداني
بوابة الاخبار العربية
7 يناير، 2022
مقالات
1,375,231 زيارة
بقلم – علاء الدين محمد ابكر
ان الجارة اثيوبيا كانت في الماضي تحب السودان وشعبه الي درجة العشق وكان التبادل الثقافي والاجتماعي في اوج قمته خاصة في مطلع سبعينات القرن الماضي حينما كان علي سدة حكم في السودان الرئيس الراحل جعفر النميري وفي اثيوبيا كان يحكمها الامبراطور هيلاسلاسي ولكن كانت قبضة الإمبراطور دموية، بقمعه لمئات الآلاف من الإثيوبيين والإرتيريين، الذين أباد منهم الكثيرين بلا رحمة، حيث هرب مئات الآلاف وطلبوا اللجوء إلى السودان، وكان دخولهم للبلاد آنذاك بمنتهى السهولة في ظل عدم وجود حدود واضحة بين البلدين لكن جهاز مخابرات هيلاسلاسي، لم يقف ساكنا واتبعهم في بلد الجوار، إذ أرسل خبراء في مجال الاغتيالات والتصفيات الجسدية، لينتشروا بكثافة شديدة داخل الخرطوم، وبصورة خاصة في مدن كسلا والقضارف وبورتسودان،
حيث تمركز فيها معظم النشطاء المعارضين والمطاردين و خلال تلك الفترة استطاعت المخابرات الاثيوبية بناء صفوف عريضة فيما عرف بـ “الطابور الخامس” الإثيوبي داخل السودان، وهو ما سهل عملية تصفية مئات الناشطين الإثيوبيين بكل سهولة، ونفذ عمليات متعددة مثل زراعة قنابل متفجرة وسط مناطق اللاجئين، واختطاف العشرات ونقلهم إلى معتقلات أديس أبابا المروعة لم تهتم حكومات السودان المتعاقبة حينئذ بـ “الطابور الخامس” الاستخباراتي الإثيوبي، على اعتبار أن الأمر يخص الإثيوبيين، وكذلك عدم المغامرة بخسارة العلاقات مع أديس أبابا. لكن ما زرعته إثيوبيا استمر على مر الزمن، واستخدمته في مهام أخرى تتعلق بالسودان نفسه حكومة وشعبا، إذ أصبحت تلك الخلايا تنشط بصورة خبيثة ناقلة أدق المعلومات، ومهددة أمن واستقرار الخرطوم وقد كان السودان في ذلك الزمان يمتلك احدث جهاز مخابرات في شرق افريقيا تمكن من خلاله التواجد في كل عواصم شرق ووسط افريقيا مما ساعد علي توقع نوايا بعضها نحو السودان خاصة السيئة منها
ولكن بعد انتفاضة ابريل 1985م التي اطاحت بالجنرال الراحل النميري حيث استجاب المجلس العسكري الانتقالي انذاك برئاسة الجنرال الراحل سوار الذهب لنداءت بعض السياسين من خصوم نظام مايو المباد فكان القرار بحل جهاز الامن القومي وقد كان في اعتقاديقرار متسرع فحينها تنفس نظام الرئيس الاثيوبي الاسبق منقستو الصعداء فظن انه في مامن من الترصد حتي يستمر في حياكة المؤامرات ضد دول المنطقة ولكن تسببب انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991في بعثرت اوراقه وخطط الدول الاشتراكية في العالم ليسقط نظام منقستو الذي فر الي زيمبابوي والتاريخ يعيد نفسه ويسقط نظام المخلوع البشير في العام 2018م والذي اعادة بالكربون قوة جهاز المخابرات من جديدة وكاد الرجل ينجح في جعله الافضل عالميا الا انه وقع في اخطاء كبيرة وذلك بربطه لمستقبل جهاز الامن بمصير النظام عكس مايحدث في الجارة مصر والتي نجد ان جهاز مخابراتها يتمتع بالولاء الكامل للدولة و ليس استناد الي اعمارر الانظمة الحاكمة وهذا سببب رئيسي في نجاحه وبالمقابل تاثر جهاز الامن الوطني في عهد البشير بمايحدث للنظام من قوة وضعف فكان الجهاز الامني بمثابة شرطة تدافع عن النظام لدرجة مشاركة عناصره في عمليات مطاردة المتظاهرين في ثورة ديسمير 2018
وقد كان ذلك خطأ استراتيجيوقع فيه النظام وقيادة المخابرات التي كانت تعرف في ذلك الوقت (بالامن الوطني) بقيادة صلاح قوش فالزج بها في المشاركة في مكافحة اعمال الشغب اضر بها كثير وجعلها في موضع السخرية في نظر الناس والمخابرات الحقيقية هي التي تبث الامن والامان في نفوس المواطنين وتجعلهم يشعرون بانها قريبة منهم بغض الطرف عن الانتماء السياسي للفرد لتوفر لهم الحماية وقت الخطر لتكون بمثابة ملاك حارس لهم في الحل والترحال وذلك من خلال الرصد والمتابعة بدون ان يشعر بها احد عبر جمعوتحليل المعلومات لتقدم الي جهات الاختصاصفي مختلف المجالات والتي ينبغي عليها تنفيذهامثالالذلك اذا تم رصدمشكلةبمنطقة يعاني سكانها من صعوبةتلقي الخدمات الصحية فانه ينبغي علي عيون المخابرات المحلية رفع ذلك التقصيرعبر تقرير الي السلطات العليا بالمنطقة لاجل حل تلك المشكلة مع التوصية بمحاسبة الجهات المسئولة عن ادارة تلك المنطقة لعدمالمعضلة الي الجهات الاعلي منها
احيانا قد لايدري البعض انه قد تقوده جهات اخري لتحقيق اهدافها بدون ان يدري وهذا ربما قد يكون حاضر في المشهد السياسي السوداني خاصة وان السودان يمر بمنعطف خطير في ظل المخاض العسير لانتقال انتقالي يقود البلاد الي اقامة انتخابات حرة يمارس فيها الشعب حقه في اختيار من يريد وبعيد عن نظرية المؤامرات يظل تحليل الاحداث مرتبط باحداث تاريخية قد وقعت في سابق العهود يساعد علي ازالة الغموض عن بعض الاشياء المجهولة
الوصول الي الجهة او الشخص الذي يضع المتاريس امام انسياب الخدمات للمواطنين وكذلك العمل علي مساعدات ادارات الدولة في جمع المعلومات وتوضيح الحقائق لهم ولايشترط في رجل او سيدة المخابرات ان يكون عسكريا بنسبة 100% وقمة الاحترافية في الاستعانة بعناصر من نفس المجال مثالا لذلك اذا كانت هناك لمعلومة عن سد مقترح في احد دول الجوار يمكن ان يهدد البلاد في حالة انهياره او يعمل علي منع تدفق المياه فان الشخص الانسب لهذه المهمة يجب ان يكون فنيا دارس للهندسة بجميع انواعها وهكذا من خلال التخصص يمكن ان تتحكم في صحة ومصدقية جميع المعلومات كما تفعل دولة الصين التي تملك مخابرات تجارية بغرض معرفة ماتحتاج اليه اسواق شعوب العالم حتي يسهل عليها في المزيد من الانتاج الذي يتوافق معهم فانتشر الصينيين في انحاء العالم كتجار او عمال لاجل الوصول الي اكبر قدر من المعلومات
نعود الي موضوع الجارة اثيوبيا والتي تعاني هذه الايام من حرب اهلية ويحاول رئيس الوزراء فيها السيد ابي احمد العمل علي فك كماشة تحالف قومية التقري والارومو وقد نجح حتي الان في اجبارهم عن التراجع عن مشارف العاصمة اديس بابا بفضل المساعدات العسكرية التركية ولكن تبقي العبرة بالخواتيم فاثيوبيا تظن ان هناك مؤمرات تحاك ضدها بسبب قيامها بانشاء سد النهضة و رئيس وزراءها السيد ابي احمد ذو الخلفية الامنية وهو الحاصل علي درجة الدكتوراة في العلوم الامنية ويحمل رتبة جنرال في المخابرات الاثيوبية وقد يحاول اللعب بورقة المخابرات لضرب استقرار دول جوار اثيوبيا ليس من خلال العمل العسكري وانما من خلال استغلال الاثيوبين المقيمين فيها خاصة السودان فمن الصعب تميز الاثيوبي من المواطن السوداني في الملامح والسحنات الا عن طريق المفردات اللغوية وكثير من الاثيوبين المولودين في احياء العاصمة يعرفونها اكثر من اهلها ويمكن لهم بكل سهولة ويسر الاندساس وسط المواكب واحداث الخسائر وسط جميع الاطراف حتي يسهل ايقاع عملية الفتنة والكراهية بين السودانيين، فالسودان الآن يواجه نسخة استخباراتية إثيوبية أكثر تطورا من السابقة، فمنذ استلام رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مهام منصبه سعى إلى ترميم جهاز المخابرات، وفي 24 ديسمبر/ 2019، أعلن عن إعداد خطة إستراتيجية مدتها 10 سنوات لتغيير أساليب العمل بالجهاز، وإعادة هيكلته بإقصاء الحرس القديم، والسعي إلى استقلاليته بعيدا عن السياسة ومتغيراتها من الناحية الأخرى استعان آبي أحمد، بإسرائيل وجهاز الاستخبارت (الموساد) في تعضيد خطته، وهو ما كشفته إذاعة “فانا” الإثيوبية، في 18 ( الثاني 2021.
وقالت الإذاعة: “إن جهاز المخابرات والأمن الإثيوبي اتفق مع جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد على التعاون في مختلف مجالات السلم والأمن ومكافحة الإرهاب”.ووفق الإذاعة الرسمية، جاء ذلك خلال لقاء جمع المدير العام للمخابرات الإثيوبية تيميسجين تيرونه، والمبعوث الخاص لرئيس الموساد السابق يوسي كوهين إلى إثيوبيا وشرق إفريقيا
ترس اخيرمن خلال اجتياح نابليون لأوروبا وصلت جيوشه إلى النمسا في عام 1809ولكن الجيوش النمساوية هزمته في معركة أسبرن ، ولكن الجيش الفرنسي استطاع الانتصار عليهم في معركة بمارخ فيلد في نفس العام ، وبذلك بدأ عصر نابليون بالنمسا . ومن نتائج هذه الهزيمة أن نابليون فصل جزء من النمسا الجنوبية وشكل منها دولة الهيرين وهي يوغوسلافيا ، وبذلك فقدت النمسا حدودها البحرية.
وأورد أنه خلال الاجتماع اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال تبادل المعلومات وتحسين القدرات”، وفق بيان للمخابرات الإثيوبية واثيوبيا التي تظن ان السودان حاول الاعتداء عليها عندما قام باسترداد جزء من مناطقة (الفشقة) السودانية فهي لن تقبل ان يمر ذلك مرور الكرام فالفشقة تمثل لاثيوبيا شريان حياة وهي بمثابة مشروع الجزيرة للسودان فاثيوبيا لاتملك اراضي زراعية بشكل مسطح لمسافات بعيدة فالجبال التي تنتشر في سفوح الهضبة تحول دون ممارسة الزراعة التجارية التي تطلب جلب الاليات والمعدات الزراعية والفشقة ارض خصبة و هي علي امتداد البصر اذا لن تفرط فيها بالرغم من انها ارض سودانية فسوف تعمل اثيوبيا بكل الوسائل لجعل السودان يغرق في مستنقع الفوضي الخلاقة التي تقود الي الحرب الاهلية حتي يسهل عليها اكمال مشروعها التوسعي علي حساب السودان اذا علي السودانين بمختلف اللوان طيفهم السياسي الانتباهة وسد الثغرات التي قد يستفيد منه اعداء الوطن فالعدو يريد ارضكم ولا يريدكم حتي ولو ابتسم للبعض منكم ولتكن ضربة البداية بحصر الوجود الاجنبي ومراجعة المستندات الرسمية لجميع المواطنيين والاجانب والتدقيق فيها وغيرها من الاجراءات التي تضمن حماية واستقرار البلاد والاسراع في حل الخلافات السياسية بانتقال ديمقراطي بتوافق الجميع والعمل علي رد الصاع صاعين لكل من يحاول مس السودان بسوء
ولكن كيف انتصر نابليون بمعركة بمارخ فيلد ؟
عند شعور نابليون بالانكسار نتيجة خسارته في معركة اسبرن طلب من ضباطه أن تكون المعركة استخبارية وبدأ ضباطه يبحثون عن جاسوس نمساوي يساعدهم على الدخول الى النمسا من خلال نقطه ضعف في الجيش النمساوي.
وبعد جهد جهيد وسعي حثيث عثروا على رجل نمساوي كان يعمل مهربا بين الحدود واتفقوا معه على مبلغ من المال إذا هم استفادوا من معلوماته فدلهم الخائن على منطقة جبلية يوجد فيها جيش نمساوي قديم لكون المنطقة شبه مستعصية .
وبالفعل تمكن الجيش الفرنسي من اقتحام المنطقة واحتلالها وبعد أن استقر الوضع لفرنسا جاء الخائن النمساوي لمقابلة نابليون بونابرت فأدخلوه على الإمبراطور وكان جالسا في قاعة كبيرة وما أن رأى نابليون ذلك الجاسوس النمساوي حتى رمى له بقبضة من النقود في صرة على الارض ليأخذها ثمن خيانته وجزاء أتعابه فقال الجاسوس (كعادة أمثال) سيدي العظيم يشرفني ان أصافح قائدا عظيما مثلك.. فرد عليه نابليون : اما انا فلا يشرفني ان أصافح خائنا لوطنه مثلك.وانصرف الجاسوس وبصق عليه نابليون من وراء ظهره.
و كان كبار القادة جالسون عنده وتعجبوا من تعامل نابليون مع الجاسوس .. على الرغم من أهمية الأخبار التي نقلها لهم وكانت سبباً في انتصارهم .. و سألوه عن السبب .. فأجاب نابليون بعبارة . من أروع عبارات التاريخ الحديث عن الخائن و الخيانة.. ماذا قال :
”مثل الخائن لوطنه .. كمثل السارق من مال ابيه ليطعم اللصوص .. فلا أبوه يسامحه .. و لا اللصوص تشكره
كلمة اخيرة للوطن
أحبك بتضحك
وأحبك عبوس
بعزة جبالك ترك الشموس
وما بين ظلالك
افتش وأكوس
أفتش طفولتى وملامح صباى
بناتك عيونن صفاهن سماى
وهيبة رجالك بتسند قفاى